بغداد- العراق اليوم: كتب المحرر السياسي: من يعرف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، سيعرف انه رجل قادم من خلفية نضالية وطنية واضحة، وسيعرف انه إبن عائلة طالها عسف الدكتاتورية، ونالها ما نالها من مظالم كما نال اغلب العوائل العراقية التي كتب عليها القدر ان تقع بين براثن نظام إجرامي كنظام صدام حسين المجرم. واكب الكاظمي كل نضال وكفاح الشعب العراقي، منذ اواسط ثمانيات القرن الماضي على الاقل، وعمل في منتديات ونوادي المعارضة العراقية، كاتباً وصحافياً وموثقاً لتلك الحقبة، متصدياً بقلمه، لممارساتها القمعية، لاسيما نشاطه التوثيقي عبر الذاكرة العراقية لجرائم البعث والطغمة الصدامية التي ارتكبت ما ارتكبت من جرائم وموبقات . ان الكاظمي القادم من ارث نضالي، هو شخصية ليست مجهولة في تاريخ العراق، بل هو احد أهم الفاعلين في صحافة المعارضة، وأحد اكبر الشاهدين على تاريخ الإجرام، ومن الذين ساهموا بمحاكمة ذلك النظام اخلاقياً وقانونياً ودولياً. ان الفرصة مناسبة ومؤاتية لتذكير القوى السياسية الممسكة بقرار البلاد اليوم، ان تضع في حساباتها اهمية ان تختار شخصيات وطنية مناضلة مثل الكاظمي لتضعهم في مواقع المسؤولية الوطنية وان يتحملوا أدواراً محورية كما تحمل الكاظمي دوره وهو مستمر في الدفع بالديمقراطية الى الأمام وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، وتعزيز الدولة القانونية وحماية التنوع الاجتماعي والثقافي والقومي في عراق دستوري حر وسيد نفسه.
*
اضافة التعليق