من أسقط الدكتاتور صدام في التاسع من نيسان 2003 ، القوات الأمريكية ام نضال الشعب العراقي؟

بغداد- العراق اليوم:

كان الانهيار السريع والخاطف لأعتى نظام فاشستي مجرم، عنصري وطائفي، عرفتهُ بغداد منذ تأريخها المديد، في التاسع من نيسان 2003، بمثابة مفاجأة القرن الحادي والعشرين، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، أن لم يكن قد تجاوزه.

نعم، فقد مثل هذا السقوط المدوي، زلزالاً لم يزل العالم العربي، يعيش ارتدادته، ولا تزال عروش الطغاة والأنظمة القمعية والرجعية المختلفة، تهتز تحت من يجلسون عليها، حتى وأن انفقوا المليارت من الدولارات، لاجهاض التجربة في العراق، وحتى وأن عمدوا لتجنيد كل شذاذ الافاق، وأبناء الزنا، ليدفعوا بهم نحو العراق في محاولة لمنع استكمال التحول الديمقراطي في عراق تسوده قيم حقوق الأنسان والعدالة والمساواة، وفوق ذلك كله روح المواطنة، التي سحقها نظام البعث بقسوة وقوة.

واليوم وحين نريد ان نستذكر التاسع من نيسان، ذلك اليوم التأريخي، والنافذة المشرعة التي ظلت مثاراً لكل دعاة التحرر والخلاص، فأننا نستذكر للأسف جردة حساب هائلة من جرائم تركها نظام البعث بحقبتيه، حين تسلل للسلطة في غفلة من الزمن أو بفعل فاعل.

نعم، مدونة الاجرام البعثي – الصدامي لا تمحى.

وعلى سبيل المثال لا الحصر سنضع امامكم جردة مختزلة ومختصرة ومقتضبة جداً عن سلسلة جرائم هذا البعث.

-    البعث 1963 مجازر رهيبة بحق الحزب الشيوعي العراقي والشخصيات الوطنية والتقدمية.

-    البعث عام 1968، مجازر قصر النهاية واجرام المقبور سعدون شاكر والسفاح ناظم كزار ومديرية أمنهم سيئة الصيت بأشراف المجرم صدام حسين.

-    الاغتيالات المنظمة لكوادر الحزب الشيوعي وقتل خيرة الكفاءات السياسية والخبرات الوطنية.

-    الحملة الاجرامية المنظمة ضد قادة حزب الدعوة الاسلامية ومطاردة العلماء والمجاهدين والمناضلين.

-    الحملات الظالمة ضد الشعب الكردي المظلوم والابادات الجماعية المستمرة.

-    الانقلاب على الجبهة الوطنية واعتقال وقتل خيرة كوادر الحزب الشيوعي العراقي.

-    1979 وصول صدام الى السلطة مباشرةً، واشرافه على مجزرة قاعة الخلد بحق رفاقه البعثيين.

-    1980 اعلان صدام قراره الاجرامي القاضي باعدام اعضاء حزب الدعوة بأثر رجعي.

-    شن الحرب على ايران المجاورة وما كلفته تلك الحرب من ارواح قدرت بمليون عراقي وايراني فضلاً عن ملايين الجرحى والمعاقين ومليارات الدولارات من الخسائر.

-    عمليات تهجير الأكراد الفيلين العراقيين واسقاط الجنسية عنهم قسراً ودون سبب.

-    عمليات الاغتيال التي تطال الشخصيات العراقية في المهجر واستمرار تحويل السفارات العراقية الى اوكار للجريمة والخطف والاغتيال، ولعل اغتيال السيد مهدي الحكيم في السودان وبعد ذلك الشيخ طالب السهيل في لبنان فضلاً عن عشرات العمليات الجبانة منذ النوع.

-    1988 قيام صدام المجرم بارتكاب عمليات الانفال سيئة الصيت وضرب الشعب الكردي بالسلاح الكيمياوي وما نتج عن ذلك تدمير اكثر من 5 آلاف قرية كردية، وقتل وجرح اكثر من مئتي الف مواطن عراقي كردي.

-    القيام بحملات منظمة ضد الأقليات: الشبك، والتركمان الشيعة.

-    1990 يقوم صدام المجرم باحتلال دولة الكويت وما استتبع ذلك من حرب كونية كلفت البلاد مئات الآلاف من الأرواح فضلاً عن تدمير تام للجيش العراقي.

-    1990 قيام صدام حسين باعدام اكثر من 800 شخصية من عشيرة الجبور اثر اتهامه اياهم  بمحاولة الانقلاب عليه.

-    1991 قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة، وقتل اكثر من 300 عراقي في وسط وجنوب العراق، ودفنهم في مقابر جماعية لم يتم اكتشاف اغلبها الى غاية الآن.

-    تهجير اكثر من 30 الف عراقي الى معسكرات الاحتجاز في رفحاء، وما نتج عن تلك المأساة الانسانية من تداعيات وجراح لا تندمل.

-    سجن اكثر من مليون عراقي في سجون سرية ومديريات أمن ومخابرات رهيبة طوال فترة حكمه الظالمة.

-    نهب موارد العراق المالية من قبل صدام وابنائه وعائلته وتهريب الاثار والتحف الوطنية وبيعها، فضلاً عن تدمير مؤسسات الدولة وتخريبها بعد تسليط عشيرته حصراً.

-    التسبب بهجرة اكثر من 4 مليون عراقي من بلدهم الى مختلف البقاع، وما خلفه هذا من مأساة لا تنسى.

-    قيامه بأعدام خيرة العلماء والمفكرين، كالشهيد محمد باقر الصدر واخته العالمة امنة الصدر، وأيضاً اغتياله لمراجع الدين الشيعة وحبس اغلبهم كالسيد السيستاني مثلاً.

-    فرضه لحصار شامل على الشعب العراقي، ومتاجرته بتلك المأساة التي خلفت موت اكثر من نصف مليون طفل عراقي في عقد التسعينات، فضلاً عن موت مئات الآلاف من العراقيين بسبب الجوع ونقص الدواء.

-    تحويلهم لقطاع التربية والتعليم لمؤسسة بعثية اجرامية، واجبار الناس على الانتماء الى هذه الفكرة الشوفينية الخبيثة.

-    قيامه بجريمة تجفيف الأهوار في جنوب العراق، وتهجير الأهالي مما تسبب بأكبر كارثة بيئية عرفها القرن العشرين بحسب منظمات مالية دولية.

-    تدميره الأقتصاد العراقي، وتسببه بخسائر العراق لاحتياطاته المالية.

-    تدمير قطاع الصناعة العراقية وارجاعه للصفر.

-    تدمير قطاع النفط العراقي، وخسارة العراق لعقد كامل استثمار عائدات هذه الثروة.

-    تدمير قطاع الكهرباء وحرمان الشعب العراقي من التمتع بها منذ العام 1990 على الأقل.

-    تحويله لفئات واسعة من الشعب لمخبرين سريين ووشاة مما دمر الأصرة الاجتماعية بين المجتمع.

-    قيامه بالتنازل على حقوق وطنية عراقية، كما حدث في تنازله عن نصف شط العرب لايران في اتفاقية الجزائر المذلة، وأيضاً تنازله لتركيا عن حصة العراق المائية وسماحه لدخولها الى العمق العراقي، وتنازله عن مساحات واسعة لصالح الكويت في خيمة صفوان المذلة للنظام.

ولو واصلنا هذا التعداد لن تجد قطاعاً في العراق نجا من هذا النظام الصدامي الاجرامي، وستعرف ان الشعب العراقي كان امام نظام مجرم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وستجد ان الشعب لفظ النظام على الأقل من 1991، ولم يدافع عنه طرفة عين، بل ان الشعب العراقي ساهم مساهمة فاعلة في اسقاطه من خلال عزله، وجعله يترنح امام ضربات التحالف الدولي، التي طوت صفحته، لكنها لم تطوِ آلالام وأوجاع شعب كامل لا يزال يئن من تلك الجراح التي تركها هذا المجرم الديكتاتور الجبان.

علق هنا