الكاظمي الحاضر في تفاصيل الحياة العراقية .. كيف كان أداؤه في أيام رمضان وقبلها ؟

بغداد- العراق اليوم:

منذُ أن تولى منصبه، رئيساً لوزراء العراق، وقائداً لحكومته، والكل يشهد بما في ذاك القاصي والداني، الصديق والعدو (ومن أفترض نفسه عدواً دون سبب أو مبرر، أو حتى من يكن له العداء المباشر وهولاء لربما اقلية جداً )، حيث يشهد هولاء بأن الكاظمي اسرع رؤساء الحكومات استجابةً، وأكثرهم قرباً وحميمية والتصاقاً بالمواطن العراقي وهمومه، ولربما كانت حكومته بعمرها القصير قياساً بعمر الحكومات التي سبقتهُ، هي الأكثر مواجهةً في أخطر الملفات واكثرها حساسية، ونجحت في عبور أزمات عميقة وصعبة، لكنها قبلت التحدي بدءاً من جائحة كورونا، وتلك المأساة الأنسانية التي عاشها الكوكب كله، وما خلفته من تداعيات، ليس أقلها توقف الحياة، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية.

كل هذا والكاظمي يعمل ليل نهار من إجل ان لا تتوقف نوابض الحياة العراقية، ولا يتعرقل هذا البلد الذي قوضته سنوات المحن والحروب وضياعات الحكام، وحماقات المتصدين، فكان الرجل مواظباً في كل مرة على التذكير بأهمية أن يعاد النظر في تقييم علاقة الحاكم بالمحكوم، وأن تستبدل منظومات السلطة التي تصدر قراراتها الفوقية على رؤوس الناس، فتغتال احلامهم، وتجهض مشاريع مستقبلهم، وتلقي بهم في جهنم الحروب، أو لجج البحار، أو مطامير مظلمة.

أنتهت تلك الحقب، وبدأت حياة اخرى يريد الكاظمي أن يكون عنوانها ( الإنسانية فوق كل اعتبار سياسي او طائفي او عرقي

..الخ)، فكنا امام تجربة رجل يريد ان يصنع ًمستقبلاً مغايراً، وأن يهدم تلك المنظومات المتأكلة التي تقدس الإيدلوجيات، وتدفن آدمية الأنسان تحت الشعارات البراقة.

في مطلع شهر رمضان الفضيل، ومع أن العالم كله يغرق في موجة غلاء معيشي واضح، ليست حرب روسيا – اوكرانيا سببها الوحيد، أنما ثمة تداعيات أخرى مثل كورونا وموجات الجفاف والنزاعات والنمو السكاني الرهيب على هذا الكوكب،

الخ من المشاكل التي لا تنتهي، لذا فلن يكون العراق بمعزل عن ذلك التأثير، فكانت الأسواق تلتهب، والفقراء يقاسون ظروفاً صعبة، فما تأخرت نجدة الكاظمي لهم، اجراءات سريعة، متتالية، سريعة، منحة مالية للمتقاعدين والحاصلين على إعانات حكومية، تسهيلات وصلت حد فتح الاستيراد الغذائي على مصراعيه، فرق رقابة مشددة على الأسواق، الدفع بإمكانات وزارات الدولة، لاسيما التجارة الى مدياتها القصوى، وتوفير ثلاث حصص غذائية في غضون شهر، وهكذا بدأ الفقراء يلتقطون انفاسهم ويدأت الأوضاع تستقر، وانزاحت غمامة كادت ان تحول الشهر الفضيل الى شهر غم وكرب على طبقات هشة وضعيفة.

أن الكاظمي الأنسان، المحب للفقراء، القريب من أولئك الذين يبحثون عمن يدلهم على مستقبل أفضل، الساعي لفتح نوافذ الغد لمن يريدون ان يروا نور الحياة الكريمة، رجل حاضر في وجدان وضمير كل منصف، وللحق والأمانة والشهادة لله وحده، لم نجد عراقي واحد، اتهم الكاظمي بأي تهمة أو وجه له ما يوجه لسواه من رؤساء الحكومات السابقة، فلا أحد يطعن بالنوايا الصادقة، ولا احد يقترب من هذه السيرة الناصعة، واليد النظيفة النزيهة الحريصة، وتلك ولله الحمد رأسمال كبير حصده الرجل بتجربة حكم سيكتب عنها المنصفون بأنها كانت الاهدأ والأكثر عقلانيةً والأكثر عطاءً وعطفاً وحباً بالشعب العراقي.

 

 

علق هنا