حين يضع (الرئيس) يده فوق ايادي الفقراء ويبحث عن المنسيين ليتناول معهم لقمة افطاره الرمضاني

بغداد- العراق اليوم:

بكل حيادية نقول، إن الكاظمي وكعادته اظهر اليوم بوضوح إنحيازه لشريحة الفقراء والمعدمين والبسطاء، وجرياً على ديدنه، لم يختر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، القصور الفخمة والمطاعم الراقية، او اختار ان يبحث عن مضايف شيوخ القبائل، او موائد السياسيين وكبارهم، وهي متاحة امامه، بل ويحلم كل اولئك الذين ذكروا ان يتشرفوا بزيارة مثل هذه ليخلدوا في التاريخ، حيث ان الكاظمي يشغل اعلى وارفع منصب في البلاد، ومن يلتقط صورة عابرة معه سيحتفظ بها مدونةً على تاريخ ما، فكيف اذا كانت دعوة؟

لكن كل ذلك لم يثر شهية الرجل، قدر ما أثارت صورة الجنود، لواعجه وهو الذي رأى فيهم ثروة الوطن المتنوع، ولمس وهو بينهم غنى وثراء هذه البلاد المتنوعة بكل أطيافها.

وهكذا كان اول افطار رمضاني يتناوله في معسكر عراقي، وبين تلك الوجوه السمر التي تذود عن البلاد، وتدفع شرور الاعداء عن حياض هذه البقعة الطاهرة.

وهكذا مضى الكاظمي بأتجاه شريحة أخرى من تلك الشرائح المنسية، تلك الأرواح الحالمة بلمسة حنان بعد ان قلب لها الزمن ظهر المجن، فأذا هم يتناولون افطارهم مع الرجل الأول في العراق،  دون تكلف ودون فواصل وموانع وحواجز، بل انهم مع هذا الرجل الذي تشبه سحنته وملامحه البسيطة ملامح ذلك الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم،  ذلك الرجل القار في عمق الوجدان الشعبي، ذلك الرجل الباحث عن فقراء الوطن، الذي شد حزامه بتلك الوجوه السمراء، فهم عائلته وأهله وعشيرته.

خّلد العراقيون زعيمهم عبد الكريم قاسم، ووضعوه في خانة افضل واورع ( من الورع)  واعدل الحكام الذين مروا على تاريخ العراق.

وها هو الكاظمي اليوم يقترب من ذلك النموذج الانساني بتواضع شديد وبروح منفتحة،  وبسخاء وكرم ونفس متسامحة، وها هو يضع يده الحنون فوق تلك الايادي المتعبة، ويبحث في كل  زوايا الوطن عن فقرائه ومعدميه ليمد لهم تلك اليد السمحة، كما فعل الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم.

 

علق هنا