بغداد- العراق اليوم: أبدت نخب وأوساط شعبية عراقية، تأسفها لذهاب التحالف الثلاثي الى خيارات قد تكون عامل توتير اضافي، فضلاً عن كونها خيارات ذات صلات قرابية او علائقية، مما عقدَ المشهد السياسي، وأعاد العجلة للخلف، خصوصاً مع تبني التيار الصدري، لترشيح السيد جعفر الصدر لرئاسة الحكومة، ومضي الحزب الديمقراطي الكردستاني بترشيح ريبر احمد البارزاني لرئاسة الجمهورية، ممر فسرتهُ القوى المضادة بأنه "استئثار" ومضي بأتجاه تكريس الوجود شبه العائلي او القبلي في السلطة، وأيضاً القت هذه الترشيحات بثقلها على الأزمة التي لا تبشر بأنفراجة سريعة على ما يبدو. فيما توقعت مصادر خاصة في حديث لـ ( العراق اليوم)، عدم " انعقاد جلسة السبت، وعدم نجاح التحالف الثلاثي في اكمال نصاب الثلثين وسط تكتل المعارضين، ودعوات شعبية أيضاً منادية بإيقاف الترشيحات التي تعتبر كسر عظم مع القوى السياسية المعترضة". الى ذلك، قال المراقب للشأن السياسي علي نزار، أن" الترشيحات الأخيرة، اصابت الشارع بخيبة الأمل، لاسيما ان موضوع الدفع بشخصية غامضة وغير معروفة في الوسط السياسي لرئاسة الحكومة، فضلاً عن كونها من خلفية دينية سياسية، سيعقد المشهد اكثر مما يساهم في انفراجه، وأيضاً الحال مع مرشح رئاسة الجمهورية الذي ينتمي لقبيلة البارزانيين، وهو ما يعني تكريساً للسطوة القبلية في كردستان العراق، وأمتداد الحالة الى بغداد". وأشار الى أن" المفاجأة غير المتوقعة هو تخلي التيار الصدري عن خياراته الواقعية، وعلى رأسها رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، أو حتى حيدر العبادي، بأعتبارهما خيارين جيدين، ويحفظان مسافة مع القوى السياسية من جهة، ومع الشارع العراقي المحتقن من جهة أخرى". فيما رأى الباحث والناشط السياسي، ضياء عبد الحميد، أن " المضي بأتجاه ترشيح جعفر الصدر لرئاسة الحكومة هو مناورة سياسية، تحولت للأسف الى واقع قد يجد السيد مقتدى الصدر نفسه ينوء به، نظراً لحجم المشاكل والتعقيدات التي ستواجه جعفر الصدر لو نجح في تمريره، وقد يواجه اشرس وأقوى معارضة سياسية في العراق منذ 2003، وتنتهي بسقوط مدوٍ لحكومته في فترة قياسية". وأشار الى أن" الشارع العراقي ليس في وارد تحمل المزيد من الصدمات، ولا العملية السياسية تحتمل سقوط اخر لحكومة أخرى، مما قد ينتهي بالبلاد الى الفوضى والاحتراب الداخلي". في هذا الوقت ابدى ناشطون تشرينيون اعتراضهم على هذه الترشيحات التي وصفوها بأنها تأتي في أطار " تصارعي" اكثر من كونها خيارات " واقعية" ترضي الشارع العراقي، مؤكدين أن "مضي الأزمة السياسية الى تعقيد جديد، من شأنه ان يبشر بتشرين أخرى لا تبقي ولا تذر". ولفتوا خلال منشورات وتدوينات تابعها ( العراق اليوم)، الى أن " التخلي عن خيارات واقعية كمصطفى الكاظمي او شخصيات مستقلة لصالح شخصيات ذات ابعاد قرابية او ايدلوجية لن يحل الأشكالية السياسية، بل يكرس هيمنة خطاب معين، خطاب بأبعاد مذهبية ودينية وحزبية داخلية، وهو ما لا يتحمله الشارع العراقي، ولا يستجيب له المزاج الشعبي في الوقت الحالي مطلقاً".
*
اضافة التعليق