سؤال صريح: من الأوفر حظاً لتولي منصب رئاسة الحكومة القادمة : الصدر ام العبادي أم الكاظمي ؟

بغداد- العراق اليوم:

لا تزال بورصة الأسماء المتداولة لشغل منصب رئيس الوزراء، تدور في فلك ثلاثة اسماء فقط، والترشيحات التي تصل تسريباتها لوسائل الإعلام والصحافة، تكادُ تكون ثابتة، ولكنها مختلفة في الحظوظ، بل أن بعضها يمكن عده مجرد اضافة فحسب، دون أن يكون له حظوظ حقيقية كما سنرى، وهذه الأسماء هي التالي:

حيدر العبادي

رئيس الوزراء الأسبق، والقيادي السابق في حزب الدعوة، وأيضاً مؤسس ائتلاف النصر النيابي في الدورة السابقة، وقد أطيح به من الدورة الثانية بسبب تحالف التيار الصدري وتحالف الفتح أنذاك، على الرغم من الجهود التي بُذلت حينها لإعادة تسميته رئيساً للحكومة في 2018، الإ انه واجه فيتو ايراني قاطع، وايضاً اعتراضات شديدة من قوى الفتح التي ترتبط بصلة ما مع الحشد الشعبي وبعض الفصائل الاسلامية، ولم يستطع العبادي الذي حاز ائتلافه وقتذاك على اكثر من اربعين مقعداً نيابياً ان ينافس، وخسر المنصب لصالح عادل عبد المهدي، بل أن نفس ائتلافه تفكك بسرعة، وأصبح مجاميع سياسية توزعت ولاءاتها يميناً وشمالاً، الى الحد الذي لم يبق معه سوى ثمانية نواب حينها، وفي انتخابات 2021، خرج العبادي الذي تحالف مع عمار الحكيم خالي الوفاض تماماً من أي مقعد نيابي، وأصبح بلا تمثيل برلماني يمكنه الاستناد عليه لتولي مثل هذا المنصب، وبالتالي فأن حظوظه تكاد تكون منعدمة من الأٍساس.

طبعاً اذا اضفنا الاعتراض الداخلي، سنجد أن الفيتو الكردي حاضراً وبقوة على شخص العبادي الذي اصطدام بالأقليم مرات ومرات، ولا يحتفظ له القادة الأكراد على اختلافاتهم السياسية بأي ود، بل ويعتبرون عودته للمنصب بمثابة تهديد لوجودهم المستقبلي.

جعفر الصدر

نجل مؤسس حزب الدعوة الإسلامية المرجع الديني محمد باقر الصدر، وأبن عم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، سفير العراق في بريطانيا حالياً، وعضو ائتلاف دولة القانون الذي فاز بمقعد نيابي 2010 حين ترشح مع المالكي وترك المنصب مستقيلاً منه لعدم قدرته على خوض لعبة السياسة كما قيل وقت استقالته تلك، لا يعرف عن الرجل أي نشاط سياسي واضح منذ 2003، الإ أن أهم مزاياه هو أنه نجل مؤسس حزب الدعوة الاسلامية، وأيضاً من أسرة آل الصدر التي ينتمي لها مقتدى الصدر، وهذا الترشيح يكاد يكون مجرد تسريبات إعلامية لم يحصل لها أي تأكيد لغاية الآن، حيث لم يصرح زعيم التيار الصدري علناً بترشيح جعفر الصدر لهذا المنصب، وكذلك لم يفعل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، صاحب القوة النيابية الأكثر في الأطار التنسيقي الشيعي.

لذا فإن حظوظ جعفر الصدر غامضة، حيث لا يجد ممانعة من قوى الأطار التنسيقي في الظاهر، وايضاً لا يجد عوائق من التيار الصدري، لكن بعض الأطراف السياسية والإعلامية قالت أنه قد يواجه اعتراضات ايرانية، حيث لا يتمتع بعلاقات جيدة معها، وأيضاً فأنه قد يعتذر،  ويقدم على رفض هذا الترشيح اذا اصطدم بمعوقات أو اعتراضات من أي جهة.

 ومن المؤاخذات التي تسجل على الصدر، هو عدم قدرته على المواجهة، وميله للتهدئة، وعدم التورط بأي احتكاكات سياسية أو أمنية، وهو أمر قد يجعله مضطراً لترك المنصب اذا ما اصطدام بملف القيادة العامة للقوات المسلحة، والتي تحتاج الى متابعة، وقراءة مستمرة لملفات امنية ومخابراتية واستخبارية وملفات اخرى حساسة جداً،  وقد تؤدي الى  صِدامات في مرات عدة، وأيضاً الدفع بأتجاه قرارات حازمة في أحيان اخرى، ومثله ملف إدارة الحشد الشعبي، الذي يتطلب دراية خاصة بتفرعاته واشكالاته ومشاكله العديدة.. فضلاً عن المتابعة اليومية لملفات وتقارير جهاز المخابرات العامة، والاستخبارات، والأمن، ومكافحة الارهاب، والمالية، والخارجية، والمنافذ الحدودية، والصحة، وملف الجائحة المربك، وهذا خلاف طبيعة الرجل، الميال الى الراحة والاسترخاء والعزلة وعدم الرغبة في الظهور ، او حتى تسليط الضوء عليه بشكل وافر، حيث يتطلب منصب رئيس الوزراء حضوراً اعلامياً متواصلاً .

مصطفى الكاظمي

رئيس الوزراء الحالي، ومرشح التيار الصدري الى قبل أسبوع تقريباً، لديه علاقات متينة وقوية ومحورية مع القوى السياسية الشيعية والسنية والكردية على حد سواء، ولديه حضور دولي وأقليمي لافت، فهو يمتاز بكونه شخصية غير حزبية، كما طرح من قبل كمرشح لساحات ثورة تشرين، وللحق، فقد ساهم الرجل

بشكل فعال في استعادة الحياة السياسية، وأيضاً العمل على الزج بالقوى الناشئة في المعترك السياسي من خلال عمله على تنظيم انتخابات نيابية مبكرة، ساهمت في ادخال اكثر من 40 نائباً لمجلس النواب من فئة المستقلين.

لا يواجه الكاظمي اعتراضات حقيقية من أي جهة سياسية سواء اكانت سنية أو كردية او شيعية، وحتى لو وجدت بعض الأطراف الشيعية فإن اعتراضاتها ستُسحب بعد أن تتأكد القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة أن الكاظمي هو الخيار الأنسب لها، حيث ان الكاظمي لا يكن أي ضغينة أو عداء، ولا يحمل أي مشروع ضد هذه القوى، بل بالعكس ساهم في تخفيف التوترات، ونزع فتيل ازمات كادت ان تفتك بهذه القوى وبالعراق برمته.

أن الكاظمي حتى مع علو الأصوات التي تنادي بجعفر الصدر أو حيدر العبادي، يكاد يكون صاحب الحظ الأوفر أّذا ما استندنا الى تلك المعايير والأسباب والمشاكل التي تعترض طريق المرشحين المنافسين له ولو اعلامياً.

 

 

 

علق هنا