الكاظمي لا يزال مرشحاً ساخناً لرئاسة الوزراء حتى مع تغريدته (الوداعية)

بغداد- العراق اليوم:

يبدو أن التغريدة الاخيرة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والتي قرأها البعض على انها رسالة وداعية، او نهاية مشواره في الحكومة، اسيء تأويلها، او ان البعض اخذها من زوايا خاصة، مسقطاً رغبة دفينة في أبعاد الرجل الذي كانت ولا تزال حظوظه هي الأكبر، واحتمالية التجديد له هي الاكثر تعبيراً عن مخرجات الواقع السياسي الذي لا يزال التعثر السياسي فيه سيد الموقف.

نعم، يمكن ان تقرأ التغريدة من ظاهرها على أنها ذات طابع وداعي، لكنها في التأويل والتعمق، يمكن أن تقرأ في سياق التذكير من قبل الكاظمي، بالأسباب والمسببات التي كانت وراء قبوله بالمهمة، وهي ضمن التذكير أيضاً بأن المعضل السياسي لا يزال قائماً، والظروف المحيطة لا تزال بذات الاشتباك، لاسيما مع اندلاع الازمة الأوكرانية، وتداعيات الصراع الإيراني- الامريكي، وعودة اجواء الاحتقان والتراجع الملحوظ في مفاوضات ڤينا، وايضاً تراجع الحوار الإيراني- السعودي، وهكذا حالة التقاطع الصلدة بين القوى الشيعية المنقسمة بحدة، وكل هذه العوامل مجتمعة، مضافاً إليها الرغبة في ان يبتعد منصب رئيس الوزراء المقبل عن نظرية ( كسر العظم) بين الفريقين الشيعيين، كلها عوامل قد تستدعي بقاء الرجل التوافقي، كحل وسط نظراً لحجم المقبولية السياسية والاجماع الشعبي العام حوله، وايضاً نجاحات حكومته المتحققة خلال الفترة الماضية.

ثم ان ما اشيع عن طرح اسم سفير العراق في المملكة المتحدة، جعفر محمد باقر الصدر ، يقرأه المراقب للشأن السياسي، بأنه " مناورة" صدرية، ابعد ما تكون عن الخيار الاستراتيجي، لأسباب عديدة يطول تعدادها، لعل في طليعتها، هو عدم وجود المواصفات المهمة في شخصية الصدر لتنسم منصب بهذا الحجم في ظرف بهذا التعقيد.

وأيضاً، عدم رغبة مقتدى الصدر ذاته في تحميل آل الصدر المسؤولية التاريخية لهذا المقطع الزمني الملتبس، وبالتالي الدفع بالأسرة الى المجهول، مع سماء ملبدة، وتنذر بعواصف وغيوم سوداء.

كما ان " الإطار التنسيقي الشيعي لا يزال يريد المناورة وكسب الاوراق في سباق الوصول الى حسم موقفه النهائي، ولن يخاطر في وضع كل الاوراق في سلة الصدر، دون ضمانات لنجاح جعفر الصدر في حفظ مسافة آمنة بينه وبين ابن عمه مقتدى الصدر، وبين التيار والإطار التنسيقي من جهة اخرى، وتلك مخاوف عبر عنها الاطار بشكل علني" .

كل هذه الاسباب، مضافاً إليها أيضاً حجم المسؤولية التي يتحملها الكاظمي الآن، وخصوصاً في الملف الأمني، حيث ان الرجل يتحمل بصفته القائد العام للقوات المسلحة، المشرف على الأجهزة الأمنية والاستخباربة، وغيرها من المهام التي تتطلب وعياً وصبراً ودقة في التعامل معها، حيث ان الكاظمي يولي هذه المسألة اهمية خاصة، وتراه منكباً على دراسة كل شاردة وواردة في شؤون الدولة، قد يعني التفريط بهذه الجهود ذهاباً الى المجهول، وتلك خطوة لن يقدم عليها اي عاقل, فضلاً عن كونه قائداً.

هذا يعني ان الكاظمي لا يزال صاحب الفرصة الأكبر في ان يكون المرشح الساخن، والخيار الاكثر واقعيةً، مع الفشل في صناعة خيارات واقعية، او حتى قابلة للمناقشة.

 

 

علق هنا