البحر يا عراق

بغداد- العراق اليوم:

د.شاكركتاب

أشار المفكر العراقي عبد الحسين شعبان في كلمته أثناء حفل تأبين الأب سهيل قاشا في بيروت الى تسمية الخليل بن احمد الفراهيدي بلاد الرافدين ب"بحر دجلة والفرات". العراق الذي يسمى ايضا ببلاد الشمس. كم يحق لي ولك ان نفتخر بأننا أبناء تربة هذا البحر وشمسه. ولعل الخليل يقصد بكلامه هذا ما يدركه من آثار عمق النهرين في تربة العراق ومرورها بجذور النخيل وما ينعكس من ذلك في غنى نفوس العراقيين وفكرهم ولهيب مشاعرهم وأحاسيس العشق الخفي تفضحه العيون وفي عمق الفكر والصورة في أدبهم عامةً وشعرهم على وجه الخصوص. تساءلت مرةً عن أسباب المشاهد المركبة في قصائد اهل الجنوب  وألحانها التي تفتح في ثنايا القلب والروح ممراتٍ لها. تساءلت عن هذا اللحن العجيب الضارب في صميم الفؤاد فيسترجع ذكرياتٍ دفينةً في أرواحنا تنحدر من أيام سومر وأكد وبابل فثير حنيناً مجهولاً مذهلاً. لكن اليوم أتساءل أليس شط العرب بحراً بالفعل؟ الا تتوفر فيه معايير البحار وشروطها؟ المساحة السطح العمق الجمال الدهشة ثم البشر والسواحل والشمس عند شروقها وهي تنهض من بين أمواجه وعند الغروب وهي تغرق فيه رويداً رويداً. والجواهر التي يحتويها هذا البحر وتلك التي أنجبها هذا البحر. هذه الأغاني هذه القصص والمواويل والأساطير وتلك العادات واللهجات؟ . الا تلامسه السماء في بعض حوافه او حوافها؟ وأهميته الاستراتيجية الهائلة ومطامع الغزاة. يصب شط العرب في الخليج العربي.  والخليج هذا ذراع مهم لبحر العرب. الا يعني هذا ان بحر العرب كله يبدأ من شط ألعرب وينحدر من العراق؟ هل في هذا تعدٍ على أحد أو تجاوزٌ على الحقوق؟ لا والله. لكن الأهم الآن اننا نرفل بزهوٍ نتمناه لكل البشر. فرحون بهذا البحر وبأهل البحر وأناشيد البحر.

علق هنا