بالأسماء والتفاصيل.. الكشف عن الدواعش اللبنانيين الذين قتلوا في ضربات حاوي العظيم

بغداد- العراق اليوم:

ارتفعت حصيلة قتلى شبان طرابلس المفقودين في العراق، الذين التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي، بعد تداول معطيات أمنية وميدانية عن التحاقهم بتنظيم داعش هناك، على دفعات متتالية، منذ نحو شهرين.  

وفي خبرٍ  تلقاه ذوو هؤلاء الشباب-  عن هلاك عدد منهم هناك. وبعد ساعات من محاولات التدقيق، تأكد الأهالي من مقتلهم، إثر نشر وكالة الأنباء العراقية، خبرًا مفاده أن خلية الاستهداف المشترك في قيادة العمليات المشتركة، وقيادة القوة الجوية، وجهت ثلاث ضربات دقيقة بواسطة طائرات F16 العراقية، في العظيم ضمن قطاع عمليات ديالى، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من داعش.  

واللافت أن الوكالة نقلت عن مصادر أمنية، أن من بين هؤلاء 3 لبنانيين، لقوا حتفهم، وذكرت أنهم "من وادي النحلة شمال لبنان، وهم عمر سيف، بكر سيف، وأنس الجزار". وتأتي هذه العملية، ردًا على هجومٍ نفذه تنظيم داعش قبل أكثر من أسبوع، وأسفر عن استشهاد  ضابط و10 جنود عراقيين في ناحية العظيم بديالى.  

لكن، ماذا عن روايات ذوي قتلى شمالي لبنان؟

حتى الآن، ثمة تضارب حول حصيلة القتلى. ورغم أن الإعلام العراقي يتحدث عن مقتل 3 لبنانيين، إلا أن ذوي الشبان تبلغوا أنباء عن مقتل نحو 6 شبان. فإضافة إلى المذكورين أعلاه، هناك معلومات عن مقتل ارهابي من آل السيد (من القبة)، وارهابين شقيقين من آل شخيدم (من وادي النحلة).  

وتُضاف هذه الحصيلة غير النهائية، إلى لائحة القتلى، وكان أولهم الارهابين الطرابلسيين أحمد الكيال وزكريا العدل، اللذين قتلا في العراق نهاية كانون الأول الفائت.  

وفي اتصال مع صحف محلية، تتحدث أم علاء، وهي والدة الارهابي عمر سيف (29 سنة)، عن  تلقيها الخبر، وتطالب الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تسعى فورًا للتثبت من صحة هذه الأنباء، والحصول على جثمان إبنها.

وكان عمر قد اختفى من منزل عائلته عشية رأس السنة الفائتة، ولدى تبليغ العائلة الأجهزة الأمنية، جاءهم الجواب أن ابنهم هرب إلى العراق والتحق بداعش. وسبق لهذا الهالك أن سجن 5 سنوات في رومية بتهمة الإرهاب مع شقيقيه، وهو عاطل عن العمل، وكان يشتغل حمالًا على نحو متقطع.

وطوال مرحلة اختفائه، تواصل عمر مرة واحدة مع عائلته، في حديث مقتضب من رقم خارجي، من دون إعطائهم أي تفاصيل عن وضعه. لكن قبل يومين تلقت والدته رسالة على هاتفها من الرقم نفسه، فأجابت عليها: "كيفك حبيبي طمني عنك"، فرد عليها مجهول من الرقم ساخرًا: "حبيبك مات".  

رسائل ترويع وتحريض

وفي انتظار اكتمال روايات ظروف مقتل الارهابيز في العراق، يطرأ السؤال مجددًا حول "أين الرواية الأمنية اللبنانية"، سواء لجهة مقتل الدواعش، والحصيلة الرسمية، أو كيفية اختفائهم وعبورهم الحدود نحو العراق؟ خصوصًا أنهم هربوا برًا بطريقة غير شرعية، وانتقلوا من الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة النظام وحلفائه، قبل دخولهم العراق.  

وتفيد معلومات، أن لدى الأجهزة الأمنية ما لايقل عن اثنين من الموقوفين، وهما متورطان بعمليات تهريب الارهابين إلى العراق.

وفي معلومات أخرى، فإن بعض الارهابين، وخصوصًا من أنهوا محكومياتهم في السجن بتهم الإرهاب، يتلقون اتصالات من نزلاء داخل سجن رومية، تدعوهم للهروب إلى العراق، وتسهيل انتقالهم، مقابل مغريات مادية يحصلون عليها هناك. وهنا يبرز سؤال آخر: إذا كانت الحدود سائبة، هل يُعقل أن داتا الاتصالات غير مراقبة لتتبع خيوط مثل هذه القضية المقلقة للبنانيين عمومًا، ولأهالي طرابلس الذين يخشون من إحياء سيناريوهات التطرف والإرهاب؟  كما تقول الصحافة اللبنانية.

علق هنا