من هي المرأة الحديدية التي عادت الى الواجهة لترتيب انتخاب رئيس الجمهورية، وما هو المنصب الذي سيمنح لها في حال نجاحها بالمهمة؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد ثلاثة اشهر على استبعادها من الاتحاد الوطني الكردستاني، ظهرت آلا طالباني للمرة الأولى برفقة وفد رفيع المستوى من الحزب خلال زيارة رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، في بغداد، بموافقة بافل طالباني، من أجل حشد الدعم في سباق منصب رئاسة الجمهورية.

وكانت آلا طالباني ضمن وفد الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافل طالباني والذي التقى يوم الخميس، 27 كانون الثاني، برئيس تحالف الفتح، ويأتي ذلك بعد أن قرر بافل طالباني في تشرين الثاني 2021 إقصاءها من الحزب رغم أنها كانت عضوة في المجلس القيادي للحزب.

حسب ثلاثة مصادر في حديث صحفي،  اثنان منهم في المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، فإن مشاركة آلا طالباني ضمن وفد الاتحاد الوطني لحشد الأصوات لتولي برهم صالح رئاسة الجمهورية، جاء بناءً على اقتراح من ايران.

أحد المصادر المقربة من آلا طالباني شدد على أن “ايران اقترحت الاستفادة من خبرة آلا طالباني والعلاقات الجيدة التي تربطها مع الأطراف العراقية من أجل حشد الأصوات لبرهم صالح، كونها نائبة في عدة دورات برلمانية سابقة ونجحت في الدورة السابقة في ضمان مقعد برلماني خارج قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني.”

وأضاف المصدر، “قدمت ايران اقتراح عودتها لبرهم صالح، والذي بدوره نقل الاقتراح الى بافل طالباني فقبل مباشرة ً عودتها وزارها ليطلب منها العودة الى الحزب لمساعدتهم في إنجاح برهم صالح.”

مصدران آخران في الاتحاد الوطني أكدا  تلك المعلومات.

أحد هذين المصدرين وهو عضو في المجلس القيادي للاتحاد الوطني قال، “ايران تدعم برهم صالح في سباق رئاسة الجمهورية، ويتواجد حالياً وفد ايراني رفيع المستوى في بغداد للعمل على ضمان حصول برهم صالح على منصب رئيس الجمهورية، وقد طلب الوفد بنفسه عودة آلا طالباني.”

تحظى آلا طالباني بعلاقات قوية مع الأحزاب العراقية، بالأخص الشيعة، وغالباً ما عرضها ذلك لانتقادات الخصوم، بالأخص الحزب الديمقراطي الكردستاني.

مشاركة آلا طالباني ضمن وفد الاتحاد الوطني في الحملة الهادفة لحشد الدعم لبرهم صالح تأتي في وقت يحتدم فيه الصراع بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني الذي رشح بدوره هوشيار زيباري لمنصب رئاسة الجمهورية.

حول الدور الذي قد تلعبه آلا طالباني بعد حسم منصب رئاسة الجمهورية، قال المصدر، “ستًمنح منصباً رفيعاً في بغداد، لكن لم يتضح بعد فيما إن كان المنصب سيكون حكومياً أم حزبياً، لكن الاتحاد الوطني وشخص بافل طالباني يريد الاستفادة من خبرة آلا طالباني وعلاقاتها من أجل حسم منصب رئاسة الجمهورية لمرشح الاتحاد الوطني… المهم هو أن آلا طالباني قد عادت الى صفوف الاتحاد الوطني.”

آلا طالباني من بين الشخصيات القيادية المقربة من لاهور شيخ جنكي، الرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني الكردستاني، وقد تم استبعادها مع مجموعة من أعضاء المجلس القيادي للحزب بقرار من بافل طالباني.

عقب قرار استبعادها من الاتحاد الوطني الكردستاني، علّقت آلا طالباني قائلةً، “تعرضت للعقاب السياسي من قبل حزب البعث مرتين في كركوك بسبب اتجاهاتي السياسية… مثلما دخلت تلك العقوبات دفتر أمجادي، هذه العقوبة ستدون ايضاً في ذلك الدفتر، لأنني لن اخضع لإرادة فرض الذات والظلم”، وأضافت، “أنا عضوة في الاتحاد وفقاً للشرعية التي منحها لي المؤتمر وفخورة مع رفاقي.”

وتأتي عودة آلا طالباني بعد أن قال بافل طالباني في تصريح أدلى به في 28 تشرين الثاني 2021 حول مسألة عودة لاهور شيخ جنكي وقياديين آخرين، “المطرودون لن يعودوا الى صفوف الاتحاد الوطني حتى ولو بعد مليون سنة”.

زوان أحمد، إعلامي في الاتحاد الوطني، كتب ساخراً بعد انتشار خبر عودة آلا طالباني، “آلا طالباني بعد مليون سنة”، ويقول زوان “قبل مليون سنة تم استبعاد آلا طالباني من الحزب، وقد أقسمت آلا طالباني على أن لا تموت قبل أن تكمل مدة عقوبتها البالغة مليون سنة.” ويضيف زوان أحمد، “بشرى لأعضاء المجلس القيادي… ماذا ستفعلون إذا عاد الشيخ (يقصد لاهور شيخ جنكي)؟”.

خلال الحملة الانتخابية لبرلمان العراق، تخلى الاتحاد الوطني عن دعم آلا طالباني التي رشحت نفسها في الدائرة الانتخابية الأولى في كركوك وأبدى الحزب دعمه لـ(ديلان غفور) التي رشحت نفسها في نفس الدائرة الانتخابية كمرشحة مستقلة، نتيجة لذلك فشلت آلا طالباني في الفوز بمقعد برلماني.

وكتب محمد عثمان، عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني والمسؤول السابق لمركز تنظيمات الحزب في كركوك حول قضية عودة آلا طالباني قائلاً، “أيها الخصوم، لا تشغلوا أنفسكم كثيراً بالاتحاد الوطني الكردستاني، لأنه حين تشتد الأمور وحين تحاولون التقليل من حجمنا، نتحد أكثر ونصبح رأس خنجر واحد يمزق جسد خصوم الاتحاد الوطني.”

علق هنا