بغداد- العراق اليوم: اجرى فريق (العراق اليوم) استطلاعاً شعبياً، مع الاستئناس بآراء كبار الخبراء والصحافيين والمدونين والمهتمين بالشأن العام لبيان آرائهم في اسم رئيس الوزراء المقبل، وما اذا كانوا يفضلون تمديد ولاية مصطفى الكاظمي لتولي المهمة ثانيةً، او المضي بخيارات بديلة تقتضيها مصالح بعض الجهات السياسية والحزبية. المعلوم ان الأسماء المتداولة، وبورصة الترشيحات استقرت لغاية الان، على ثلاثة اسماء، وهم على التوالي، رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، ورئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، والمكلف السابق محمد توفيق علاوي. ڤيتو كردي - ايراني يعترض طريق العبادي يرى المراقب للشأن العام، والمدون احمد نجم، ان " تكليف الدكتور حيدر العبادي يبدو امراً صعباً للغاية، فالرجل يصطدم بعامل خارجي ايراني- وداخلي كردي، وموضوع اعادة ترشيحه بالمهمة يبدو عبثاً وتضييعاً للوقت، اكثر من كونه خياراً واقعياً، لاسيما ان الرجل بات مكشوف الظهر بعد الخسارة المدوية التي تلقاها في انتخابات تشرين الأول المبكرة، وقد خرج خالي الوفاض". وعن الخيار الثاني، ونقصد محمد توفيق علاوي، فقد قيلت فيه آراء متعددة، حيث قال أحمد نجم لـ( العراق اليوم)، انه " خيار يفتقد للواقعية أيضاً، فالرجل يبدو حالماً اكثر مما هو واقعي، ويريد ان يأتي بحكومة من خارج التوازنات السياسية، والمراعاة لحجوم القوى النيابية، ويريد ان يطبق نظرية الحكومة اللالونية، في مشهد يعج ويضج بالألوان والمسميات، ولذا ارى ان ترشيحه أيضاً مناورة غير مجدية تماماً". اما عن ترشيح الكاظمي، فقال" يبدو خياراً واقعياً، وموضوعياً بلحاظ عوامل المشهد الراهن، وايضاً حجم تأثير الرجل وامتداداته الداخلية وعلاقاته الخارجية، ونجاحه في معالجة اكثر الملفات سخونة واضطراباً، لذا أعتقد ان الممانعات الشكلية بوجهه ستختفي مع فتحه خطوط الاتصالات مع الجميع بذات المقدار". باحث سياسي: فترة حكم الكاظمي مستقرة من جانبه، قال الباحث السياسي شاهو القره داغي إن فترة رئيس الوزراء الحالي الكاظمي شهدت هدوءاً نسبيا على المستوى الداخلي إضافة إلى مبادرات لتحقيق تقارب إقليمي بما يصب في مصلحة العراق وإبعاده عن الصراعات. وأضاف القره داغي مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات في تصريح في مقابلة صحافية اجريت معه في وقت سابق، يبدو أن القوى السياسية تعتقد أن الكاظمي قد يكون الخيار الأفضل في المرحلة القادمة لاستمرار التهدئة وإدارة العلاقات بين إيران والولايات المتحدة من جهة، والسعودية بصورة جيدة، خاصة أن نتائج الانتخابات أحدثت انقسامات داخل الأطراف الشيعية التي قد تشعر بصعوبة إيجاد بديل والاتفاق عليه خلال المرحلة القادمة نتيجة لتضارب المصالح والصدمة التي أصابت الفصائل المسلحة. مواطن:الكاظمي اسرع رئيس وزراء عرفناه في الاستجابة وفي الشارع سألنا، المواطن عباس عبد علي، وهو معلم متقاعد، عن اي الخيارات يفضل من الأسماء المطروحة، فأجاب انه"يفضل التجديد للكاظمي"، وسأله فريق (العراق اليوم) عن سبب هذا التفضيل فقال" لأسباب كثيرة،لكني اعتقد كمواطن اهتم بالشؤون العامة، انه اسرع رئيس وزراء عرفناه في ردود الأفعال تجاه ما يحدث، حيث لاحظنا انه قريب من الأحداث ويتفاعل بسرعة، ولديه قرارات تتسم بالقوة والجرأة، وما عشناه مثلاً في زمن عبد المهدي كان تجربة سيئة بصراحة، حيث كان ينام مبكراً كما يقال. ولا يعلم ماذا جرى ويجري بعدها، بينما إنحصر وجود العبادي في مكتبه فقط". ويضيف عبد علي" رأينا في الكاظمي همة الشباب والسعي لبناء الدولة واستعادة النظام، لذلك يجب ان يعاد تكليفه بالمهمة لانقاذ البلاد". استاذ العلوم السياسية: هل ينجح الكاظمي في عبور حواجز الإطار؟ ويرى أستاذ العلوم السياسية أحمد الميالي ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لديه حظوظ في تولي المهمة لمرة أخرى، لكنه يواجه بعض الاعتراضات. ويقول الميالي في مقابلة صحافية اجريت معه، إن "التحالف ما بين الصدر والحلبوسي والبارزاني وارد لتشكيل الحكومة المقبلة، وهم قادرون على تمرير رئيس الوزراء المقبل، إذ أثبتت الجلسة الأولى للبرلمان التي جرى فيها اختيار الحلبوسي رئيساً، إمكانية هذا التحالف في حسم الكثير من الأمور"، مبيناً "أنه سيكون تحالفاً استراتيجياً، فهو مبني على تبادل المصالح ما بين الأطراف الثلاثة في إدارة المرحلة المقبلة". ولفت إلى أن "الكاظمي لديه حظوظاً لتولي رئاسة الوزراء، إلا أنه لا يوجد إجماع شعبي للتجديد للرئاسات الثلاث ومن الصعوبة تسويقه كرئيس وزراء للمرحلة المقبلة، لا سيما أن عليه اعتراضات من قوى الإطار التنسيقي". باحث إعلامي: الكاظمي لديه سجل ممتاز الباحث في الشأن الإعلامي اثير الحمداني، رأى ان فرص اعادة الكاظمي لرئاسة الوزراء جيدة، لاسيما انه انجز سجلاً ممتازاً في ترميم العلاقات الخارجية للعراق خلال عامه في السلطة، حيث استعاد شكل العلاقة مع المحيط العربي، واحدث التوازن المطلوب في علاقات العراق بجيرانه الإقليميين، وهذا امر لا يستهان به في تحديد اسم رئيس الوزراء، فرئيس وزراء معزول سيمثل كارثة دون شك". واضاف الحمداني في حديث لـ ( العراق اليوم) ان " الكاظمي رطب العلاقات مع دول الخليج، وقاد جهداً صامتاً لتهدئة الأوضاع بين السعودية والإمارات من جهة وايران من جهة أخرى، ونجح في ان يعيد المواطن العراقي كضيف مرحب به في أغلب البلدان العربية، وهذا منجز لا ينبغي التفريط به على اي حال". الشرع: إجماع الجلسة الأولى سيدفع الصدر لترشيح الكاظمي بدوره قال الصحافي والكاتب باسم الشرع في حديث صحافي، "إن حظوظ الكاظمي ارتفعت كثيراً بعد جلسة البرلمان الأولى والتصويت بغالبية واسعة على اختيار الحلبوسي رئيساً للبرلمان لولاية جديدة". وأضاف أن "الجلسة أوضحت بشكل كبير قوة التحالف الذي شكله الصدر، وقدرته على تخطي منافسيه في الإطار التنسيقي بشكل كبير، فضلاً عن فشل الإطار في إقناع القوى الكبرى بطروحاته التي يبدو أنها أصبحت غير ملائمة للوضع العراقي سياسياً واجتماعياً". وأوضح الشرع "أن الأغلبية موجودة لتمرير الكاظمي لولاية ثانية على الرغم من اعتراضات الإطار التنسيقي الذي بدا أداؤه ضعيفاً بل وهزيلاً في الجلسة الأولى لمجلس النواب، وغير قادر على التأثير في الأغلبية النيابية"، لافتاً إلى "أن هذا الأمر سيشجع الصدر على الاستمرار في تخطي الإطار وترشيح الكاظمي لولاية ثانية لكونه يحظى بدعم عربي ودولي وشعبي كبير". اقتصادي: الكاظمي من مدرسة العقلانية السياسية يقول الأكاديمي فهد عباس، ويعمل تدريسياً في احدى الكليات الاهلية، ومختصاً بالاقتصاد، ان" الكاظمي نجح في تجاوز ازمة انخفاض أسعار النفط، ونجح في تجنيب البلاد كارثة العجز عن دفع مرتبات ملايين الموظفين والمتقاعدين والعاطلين، وهذا بفضل الاجراءات السريعة التي اتخذت والسياسة المالية والنقدية التي اتبعت، ولولا ذلك، لكنا امام ثورة جياع لا تبقي ولا تذر". واكد في حديث لـ ( العراق اليوم)، على ان "تعزيز مكانة الاقتصاد الوطني، وتمكينه من النهوض كان شعار وبرنامج حكومة الكاظمي الاولى، ونأمل ان يتواصل هذا النهج في المرحلة المقبلة". واشار الى ان " محمد توفيق علاوي وحيدر العبادي ومصطفى الكاظمي ينطلقون من مدرسة العقلانية السياسية، ويبدو انهم لا يفضلون المواجهات الراديكالية، لكن الكاظمي اكثرهم حيويةً ونشاطاً وقبولاً، وهو امر ضروري لادامة زخم العمل الذي بدأه الرجل". نائب مستقل: الكاظمي نجح في ملفات متعددة بدوره اكد النائب المستقل حسين عرب، في حديث صحافي، أن "حظوظ الكاظمي كبيرة لشغل ولاية جديدة، وهو الذي حاز خلال فترة شغله رئاسة الحكومة على قبول ودعم أطراف سياسية مهمة، ومن بينها الأكراد والسنّة، وبعض القوى الأخرى". ورأى عرب أن "نجاح الكاظمي في إدارة الدولة في مرحلة حساسة من عمرها، وتحديداً في ملف التمهيد للانتخابات البرلمانية وإجرائها، وإدارة الملف الاقتصادي، والملف الخارجي والعلاقات الدولية للعراق، والحضور الدولي والإقليمي، ليصبح العراق دولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة، فضلاً عن ملفات أخرى، كل ذلك جعله أمام فرصة كبيرة اليوم للحصول على ولاية جديدة". اعلامي: التجديد للكاظمي يجنبنا العودة إلى الصفر من جانبه، دعا الإعلامي العراقي أحمد الطيب، لتجديد الولاية لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي. وقال الطيب في تغريدة على تويتر: الحلو بالكاظمي يسمع الناس وبابه مفتوح، ويتعنى لمكان الجريمة ويواسي المنكوبين، عكس الباقين الي سبقوه كانوا قافلين بابهم ومغلسين على سوالف جبيرة عيني عينك. واضاف: انصح الفائزين والخاسرين ان يجددوا له، افضل من واحد جديد يطوف ويطوفنا ويرجعنا للصفر".
*
اضافة التعليق