بعد كل ما حصل خلال ال 24 ساعة الماضية .. وما تم في الغرف المغلقة.. الكاظمي يقترب كثيراً من بوابة الولاية الثانية؟

بغداد- العراق اليوم:

ما حصل خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية من وقائع ولقاءات ومباحثات واختلافات وتوافقات، ما بعضها سرياً وبعضها معلناً، ليس في البيت الشيعي فحسب، إنما في البيتين السني

والكردي كذلك، قد أفرز نتائج ومعطيات قلبت بعض المتحقق وغيرت بعض السائد، أو الذي كان يعتقد أنه سائد وثابت في المعادلة، وفي نفس الوقت فقد أكدت وثبتت الأحداث بعض ما كان موجوداً فيها أصلاً من قبل..

على صعيد رئاسة الحكومة القادمة، وبعد زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى مقر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الحنانة حيث كانت ومازالت النجف محجاً لمعظم السياسيين المرشحين وغير المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، أو لشغل مقاعد فيها، خاصة بعد فوز التيار الصدري بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان في الانتخابات التشريعية الأخيرة وبعد أن عزز غالبيته بتحالفات مع مستقلين وقوى أخرى من الأحزاب الفائزة.

وعلى الرغم من أن هدف الكاظمي من زيارة النجف كان إداريا وخدمياً خالصاً، حيث جاءت في إطار ترتيبات يجريها رئيس الوزراء بعد يومين من استقالة المحافظ لؤي الياسري.

وقد تأكد ذلك من خلال اعلان مصدر مقرب من رئاسة مجلس الوزراء بأن الكاظمي تولى شخصياً الإشراف على إدارة محافظة النجف التي لها أهمية دينية واجتماعية وثقافية كبيرة للعراق والعراقيين جميعاً، وليس لأهل النجف فقط.

حيث سيكون النائب الأول لمحافظ النجف على تواصل مباشر مع رئيس الوزراء، وذلك من أجل ضمان تسيير شؤون المحافظة بلا عراقيل ومن أجل تذليل العقبات المالية والإدارية المحتملة في بلد غارق في البيروقراطية منذ عقود ويواجه أزمات متناثرة سياسية واقتصادية واجتماعية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن حزمة قرارات اتخذها رئيس الوزراء تهم النجف التي تعتبر عاصمة روحية في العراق والعالم.

ورغم هذا الهدف، فقد أتاحت الزيارة فرصة للقاء الكاظمي بالصدر، وبحث ما يمكن بحثه في ذلك اللقاء الذي لم يكن طويلاً، إذ بحث الكاظمي والصدر في الحنانة - بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء -  الترتيبات التي تهم المحافظة ومشاريع الخدمات وضمان انجازها.

ومن جانبنا، فإننا نرى ان من الطبيعي أن موضوع التحالفات والتوافقات لتشكيل الكتلة الاكبر والحكومة القادمة قد مرٌ ذكره في لقائهما أمس.

خاصة وإن هذا اللقاء يأتي في خضم مباحثات سياسية بين الكتلة الصدرية المتحصلة على أكثر عدد من المقاعد في الانتخابات والقوى الأخرى، لتشكيل الحكومة الجديدة.

ويرى مراقبون أن الكاظمي بات يقترب اليوم أكثر وأكثر من تولي رئاسة الوزراء لولاية ثانية متكئاً على أرث جيد من الإنجازات والمواقف الوطنية - السياسية والإدارية .

علق هنا