سؤال صريح.. هل تستر الكاظمي على القتلة في ملف مجزرة جبلة، وانحاز للجناة .. ؟

بغداد- العراق اليوم:

قدر حزننا العميق، وقدر صدمتنا العالية في ملابسات جريمة جبلة، وما كُشف عنه من خفايا وبلايا، فأننا نطرح السؤال الذي يجب أن يطرح:

ما هو موقف القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من هذه الجريمة، وكيف تعامل مع حيثياتها، خاصة وإن المنفذين لهذه الجريمة ينتسبون الى أحد أهم الأجهزة الأمنية التي يعتمد عليها الكاظمي، وتعتمد عليها الدولة في بسط الأمن وفرض الأمان على ربوع وطننا العزيز؟

والجواب بصراحة سيكون مختلفاً عن شكل وصيغة السؤال الاستفهامية الغامضة، حيث يتوجب علينا التعبير عما ينتابنا  من الغبطة، ونحن نرى لأول مرة في تاريخنا المعاصر ولربما بمجمله، نظام حكم عراقي  لا يعمل بنظرية " انصر أخاك ظالماً او مظلوماً"، ونرى حكومة  لا تعمل على "طمطمة" افعال محسوبة على اجهزتها، بداعي الحفاظ على هيبة المؤسسات، والدفاع عن هذه الاجهزة.

 بل نرى بوضوح  الدولة تعمل بروح وطنية صادقة في ان يكون اساس هيبتها  وعزتها ورقيها وسيادتها، ينبع من احترام المواطن، وإعلاء قيمة الانسان، وتحويل الدولة لنفسها من حاكمة الى خادمة، وآلة ديناميكية تعمل لارضاء وحماية واسعاد الناس فحسب.

نعم، نقولها بضرس قاطع، لا تملقاً، ولا محاباة لرئيس الوزراء، فقد اشعرنا موقف الحكومة برئيسها وجزء من وزرائها مرةً بعد مرة، انه موقف  ينحاز لنا نحن بسطاء الوطن، ومواطنيه العزل، الذين لا حول لنا ولا قوة، نحن الذين لا ظهر لنا ولا ظهير سوى الله، والشرفاء، الى الحد الذي بتنا معه،  ننام ونحن مطمئنون تماماً ان للباطل صولة، وللحق دولة، قوامها دولة وبعض قيادات تؤمن بالعدل، ولا ترضى ان يضام مواطن، ولا تصبر ان ترى انحرافاً فتسكت، مهما بلغت المبررات، ومهما كانت الأثمان التي ستدفع.

أجل ، لقد اثبتت الحكومة العراقية بما لا يقبل الشك، انها حريصة على حرية المواطن ودمه وسيادته، ولا تأخذها في الحق لومة لائم، وتقول الحق دون مداراة او محاباة.

ان هذا الذي حدث على عظم فاجعته، وعلو صوت وانين ضحاياه، قد أوصل للشعب رسالة واضحة وشديدة البلاغة، بأهمية الحفاظ على مثل هذا الحكومة، وأهمية ان نعزز مسارها ونحوله لنهج وسنة يسير بها اي حاكم او مسؤول قادم في مستقبل البلاد.

ان انتصار الكاظمي لدماء الشهداء الضحايا، هو انتصار للدولة بمنطقها، وانتصار للكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والإنسانية جمعاء، ولذا فأن الكرة اليوم في ملعب قضائنا المبجل ليقول كلمته الفصل، ويعطي كل ذي حق حقه.

علق هنا