ويشارك ( قانون التقاعد) في تدمير العُراق !

بغداد- العراق اليوم:

الدكتور طالب الجليلي

حين تجاوز الثمانين من عمره، البريطاني المشرف على منح أعلى شهادة في الطب في الكلية الملكية البريطانية وهي (FRCP)، وبعد عدة تمديدات له بسبب تجاوزه (عمر التقاعد)، مددت خدمة البروفيسور (العراقي) علي صادق جواد التميمي ؛ والذي بلغ هو ايضا سن التقاعد واختارته تلك الكلية العريقة ان يكون البديل للبروفيسور البريطاني للإشراف على منح تلك الشهادة الأعلى في العالم وان يكون مسؤولا ومشرفا على الشرق الأوسط والأدنى وافريقيا لمنح تلك الشهادة والتقييم لكلياتها الطبية !

حضرني ذلك المشهد وانا استلم خبر إحالة الدكتور زامل شياع محمد العريبي الى التقاعد بسبب بلوغه سن التقاعد !

هذا الطبيب كان المدير العام الوحيد في العراق الذي لم (يجتث) بعد 2003 وظل في منصبه كمدير عام للصحة في محافظة ميسان لعشرة أعوام ونيف قدم خلالها لمحافظته مالم يقدمه مدير عام للصحة في العراق ! وكان عمله امتداداً لما قدمه زميله الراحل ابن ميسان المرحوم سالم الساعدي، بل تجاوز ذلك، وتحمل (زعل) و (جفاء) الكثير ممن يمتون له بقرابة او صداقة او معرفة لاسباب تعود الى أمانة هذا الرجل وتدينه الحقيقي الذي كاد ان ينال من حياته أبان النظام السابق لولا إسناده من قبل المخلصين الشرفاء في ذلك العهد.

تسنم بعد ذلك منصب وكيل وزير الصحة ثم كان اخر منصب له هو مدير عام التخطيط في الوزارة، علماً انه رشح لأكثر من مرة من بعض الجهات المخلصة لتسنم منصب الوزارة، لا لشيء سوى لإخلاصه ونظافة يده وكفائة تميز بها …! علما انه لم ينتم لحزب او جهة سوى الإيمان والتدين الحقيقي والإنتماء للعراق !

لم أتفاجأ بسهولة إحالته للتقاعد بسبب بلوغه السن التقاعدي في زمن لا تبحث فيه دولتنا عن المخلصين والمتميزين والأكفاء بقدر ما تبحث عن الذين يقولون نعم …!

اتصلت بالزميل اسأله عن صحة ما سمعت فأجاب قائلا : نعم والحمد لله لقد وصلت سن التقاعد ! وأضاف قائلا : هنئني يا صديقي على التقاعد والخروج ببياض الوجه ..!

علق هنا