بسبب "رئاسة البرلمان".. الخنجر يبحث عن تحالف رباعي سني لايجدد الولاية الثانية لغريمه الحلبوسي

بغداد- العراق اليوم:

الحوارات والتفاهمات التي قادها محمد الحلبوسي، رئيس تحالف تقدم، وخميس الخنجر، رئيس تحالف عزم، تبدو غير كافية، لتوحيد الرؤى في القريب العاجل على أقل تقدير، فبينما التقيا خلال ساعات سابقة، يسابق كل منهما الزمن للوصول إلى رئاسة البرلمان.

الأول هو رئيس سابق للبرلمان، وحصد أعلى عدد مقاعد بالنسبة لمكونه، بالتالي يرى أن له أحقية فيزترشيح نفسه أو (يحيى المحمدي) أحد أعضاء تحالفه للمنصب، أما الثاني فيسعى هذه المرة إلى أن يكون المنصب لأحد قياديي عزم وهو (خالد العبيدي)، وذلك من خلال العمل على إعلان (حزب عزم العراق) الذي سيضم أربعة تحالفات انتخابية وهي (عزم، حسم، والجماهير، والعقد الوطني).

تحالف رباعي

وعن هذا الحزب المقرر الإعلان عنه يوم غد الخميس، قال الباحث السياسي، والمتحدث السابق باسم تحالف عزم، سرمد البياتي، لوكالة شفق نيوز، إن “التحالف الجديد، يضم ثلاثة كتل رابعها عزم، وفي حال تشكيله سيصل عدد مقاعد عزم إلى 32 مقعدا وربما أكثر، والتحالف هذا سيضم (عزم وحسم والجماهير والعقد الوطني)، وتم التوقيع على تشكيل التحالف، ولم يتبق سوى الإعلان عنه”.

وأضاف البياتي، أن “الحديث حول تحالف حزبي تقدم وعزم، ما يزال مبكراً، إلا أن هناك تفاهمات وحوارات فيما بينهم لكن لم تصل إلى مرحلة التوقيع بعد”.

وبشأن إمكانية دعم تحالف عزم، على تكليف (محمد الحلبوسي)، بمنصب رئاسة البرلمان للدورة الثانية، قال البياتي: “من المبكر  جداً الحديث حول هذا الأمر، لكن لتحالف عزم مرشحاً آخراً  لرئاسة البرلمان، وهو (خالد العبيدي)، وربما سيكون هناك مرشح آخر عن عزم”.

وحول العقبات التي تقف عائقاً أمام تشكيل تحالف يضم (الحلبوسي والخنجر)، نوه البياتي، إلى خلاف كبير كان قد وقع بين الطرفين، قبيل الانتخابات، مردفاً بالقول “حاول الكثير من السياسيين تقريب وجهات النظر فيما بينهم، وهذا ما حدث فعلاً بعد إعلان نتائج الإنتخابات، لكن لا يمكن الحديث حولها إلا بعد توقيع تحالف واضح وصريح”.

لا صديق دائم ولا عدو

من جانبه، قال المرشح الفائز في الانتخابات عن تحالف تقدم، فهد الراشد، إن" من غير الممكن تشكيل أي تحالف اذا ما كان يصب بمصلحة جميع الأطراف المتحالفة، فضلاً عن أن يكون في خدمة جماهير المتحالفين، وبالنسبة للفائزين من مرشحي المكون السني العراقي، فيجب أن يتم توحيد وجهات النظر وتوافق الرؤى فيما بينهم، وحتى مع المكونين الكوردي والشيعي”.

وأضاف الراشد، خلال حديثه أن “العملية السياسية لا يدوم فيها صديق ولا عدو، ومسألة التحالف مع عزم، ترتبط بمصلحة المكون السني، واذا كان التحالف مع عزم يصب في مصلحة المكون والبلد بصورة عامة، فبالتأكيد لن يكون هناك خطوط حمراء أو تعارضات بهذا الجانب”.

ونوه إلى أن “تحالف تقدم والمتحالفين معه لديه 47 مقعداً في البرلمان، وهذا يؤهله إلى المطالبة بتولي الحلبوسي لولاية ثانية”، مرجحاً أن لا يذهب تحالف عزم بعيداً عن هذا الاتجاه، خاصة أن هذا الأمر يمثل مصلحة حقيقية للمكون السني، وهذا الأمر قاب قوسين أو أدنى”.

بدوره، علق المراقب للشأن السياسي العراقي، مؤيد جبير، على ما ورد بشأن وجود تفاهمات بين قطبي المكون السني (عزم وتقدم) بهدف تأسيس تحالف كبير، مردفاً بالقول “كل الأخبار تشير إلى وجود تفاهمات فقط، وليس رؤية استراتيجية”.

وأوضح جبير، أن “هناك فرقاً بين التفاهمات المرحلية وبين الرؤى الاستراتيجية، ولتحقيق الأخيرة يجب بناء التحالف على أسس متينة تأخذ بنظر الاعتبار وجود مجموعة من الأحداث والمصالح على المتحالفين الالتزام بتحقيقها”.

وتابع: “اذا كانت تفاهمات أولية أو مرحلية بين الطرفين، من أجل تشكيل الحكومة أو الدخول بتشكيلها أو من أجل التفاهم على حصة المكون الذي يمثله هذان التحالفان، فأنه من المؤكد سيكون تحالفاً هشاً، سرعان ما سيكون عرضة للتأثر بالمتغيرات السياسية، وهناك فرق كبير في التفكير السياسي بين زعيمي التحالفين، وهذا لايصب بمصلحتهم”.

وزاد جبير، بالقول “النخب المنضوية تحت راية الحزبين، التي تزعم درايتها وخبرتها بالعملية السياسية، لا تمتلك فكراً ولا ثقافة سياسية تؤهلها لإدارة أي مظهر من مظاهر التحالف السياسي، كون التحالف السياسي الناجح يحتاج إلى فكر سياسي ناضج وشخصيات متزنة والقدرة على التعامل مع المتغيرات والمستجدات السياسية، وهذه النخب مؤكد أنها ستغير من مواقفها بأول اختبار حقيقي”.

ورجح أن يكون هناك طرفاً خارجياً يحاول أن يوفق بين هذه الزعامات السنية، ولن يتمكن من إدامة هذا التوافق إلى ما لا نهاية، ولو كان فعلا تحالف استراتيجي فسيكون منتجاً ويخدم المناطق التي يمثلها، أما اذا كان تحالفاً من أجل حصص في الحكومة القادمة، فسيكون عرضة للإنهيار والفشل قريباً.

علق هنا