منزل هادي العامري " الفخم" يثير خلافاً عميقاً بين قادة الفتح، والفضيلة، وإقحام مقام الإمام الرضا يستفز رئيس كتلة النهج

بغداد- العراق اليوم:

بعد استضافته عدداً من الزعماء السياسيين، أثار منزل رئيس تحالف “الفتح” هادي العامري، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، لجهة فخامته، وتكلفة إنشائه. وتصاعد الجدل بعد تعليق أحد القياديين في التحالف بالقول إن الإمام الرضا كان يسكن المنازل الفارهة.

ورد رئيس كتلة “النهج الوطني”، التابعة لحزب “الفضيلة” الإسلامي الشيعي، عمار طعمة، على تصريحات القيادي في تحالف “الفتح”، علي الفتلاوي، والتي تحدث فيها عن المنزل الفخم للعامري، واستدل على مشروعية ذلك بأن الإمام الرضا كان يسكن منزلاً فارهاً أيضاً.

وقال طعمة في بيان صحافي شديد اللهجة “تابعنا لقاءً تلفزيونيا لشخص مستجد على الساحة السياسية، يبرر فيه مستوى معيشة وسكن قيادي سياسي بطريقة أساء فيها إساءة بالغة لمقام الإمام المعصوم، عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، ويا ليت أنه سكت ولم ينطق فيجنب نفسه الوقوع في هذا الفعل الحرام، وإن ادّى سكوته لإحراج مسؤوله السياسي فليس من الإنصاف أن تبرروا سلوككم البعيد عن الزهد بالادعاء بأن الامام الرضا كان يعيش عيشة رفاهية.فحفظ مقام الإمام المعصوم أولى وأهم دينيا وأخلاقيا من الدفاع عن سلوك ساسة لم يتأسوّا بالأئمة عليهم السلام”.

وأضاف: “مما يثير الأسى والألم أن ينسب هذا الشخص ويدعّي ادعاءات واضحة البطلان ومخالفة لواضحات حقائق التاريخ”، موضحاً أن “الامام الرضا لم يسكن القصور كما افتريت أيها السياسي المستجد، بل إن المأمون العباسي جاء به مكرها من المدينة المنورة إلى خراسان ليجعل الإمام الرضا تحت نظره ورقابته وليضيّق عليه ويمنع تواصل الأمة وشيعته معه عليه السلام، وهذا أشبه ما يكون بالإقامة الجبرية في مصطلح العصر الحديث، والتقييد لحركة الإمام وإعمال قيادته الحقة في أوساط الأمة الإسلامية”.

وأشار إلى أن “الدليل على بطلان افترائك أن المأمون العباسي قتل الإمام الرضا بالسم غدرا وغيلة، لأن الإمام الرضا رفض أن يمنحه وسلطته الغاشمة الظالمة الشرعية والإمضاء، وهو ما كان يستهدفه المأمون العباسي من كل حركته الخبيثة بالمجي بالإمام الرضا عليه السلام مكرها وتحت وطأة التهديد الى عاصمة الملك العباسي المأمون”.

ووجه طعمة كلامه الى القيادي في تحالف الفتح، قائلاً: “احذرك وأمثالك أن تتورط في مثل هذا الجرم الكبير وتشويه صورة القيادة المعصومة المطهرة بنص القران الكريم عن الركون إلى الدنيا لكي تبرر لنفسك وقيادتك السياسية سلوكا خاطئا، وعليك ان تتذكر ان المعصوم لا يقاس به أحد في الزهد في درجات الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها. واعرف قدرك ومستواك وقدر ومستوى قيادتك السياسية”، حسب قوله.

وتابع: “لا تضيفوا لأخطاء تجربتكم السياسية خطيئة جديدة بتشويه صورة الإئمة المعصومين عليهم السلام لكي تبرروا سلوكا خاطئا فعلتموه”.

وختم رئيس كتلة النهج الوطني بالقول: “قد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( لا يُقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد، ولا يُسوّى بهم من جرت نعمته عليهم أبدا، هم أساس الدين وعماد اليقين)”.

وكان الفتلاوي قد قال خلال استضافته في برنامج تلفزيوني “إذا تنظر إلى البيوت فبناء البيوت داخل العراق أفضل من بنائها خارج البلاد، فكل ما ترتب وتزدهر أفضل لك من خارج العراق”، موضحاً “نحن نفرح عندما يكون لكل عراقي منزل يتمتع بالرفاهية”.

ورداً على سؤال مقدم البرنامج “بمن تأسى العامري في هذا المنزل؟”، ردّ الفتلاوي قائلاً: “كان الإمام الرضا يسكن أفخم البيوت، ويلبس أفضل الثياب

 ويركب أفضل الجياد”، مضيفاً: “كلنا لدينا طريق علي بن أبي طالب في الجهاد والشهادة لكن الدين سمح، علينا أن لا نأخذ فقط جانب القوة والزهد”.

وأشار إلى أن “الإمام الرضا كان مساعداً للخليفة، فأين يسكن؟.. نحن الآن رأينا منزل العامري، لكن هل نعرف ماذا يأكل وماذا يشرب؟”.

وتابع: “المنظومة الدينية تختلف عن المنظومة السياسية، حيث كان المرجع محمد صادق الصدر يستقل سيارة نوع (ميتسوبيشي)، لكن نجله السيد مقتدى الآن يستقل سيارات نوع (جكسارة) لأن كل وقت له عمله ونظامه.

علق هنا