أحمد أبو ريشة .. الإبن البار لعائلة حرفتها الشجاعة، وهوايتها الاستشهاد والتضحية

بغداد- العراق اليوم:

في كل يوم يأتي، ويوم يمر، يثبت الشيخ أحمد أبو ريشة أصالته العربية، وقيمه الوطنية التي نما وعاش وتربى عليها، مؤكداً وفاءه لهذه العائلة الكريمة، واستحقاقه لقب الإبن البار لهذا البيت الاستشهادي الفريد، فمن هو الشيخ أحمد أبو ريشة، ومن هي أسرته؟

هو واحد من أبناء اعرق عوائل الانبار، واكثرها كرماً وشجاعة واصالةً، وقوة في بيان المواقف، وإعلان كلمة الحق حتى وان كلفتها الكثير من التضحيات، وبالفعل فقد قدمت هذه العائلة الكثير من الشهداء على مذبح الكرامة والخلاص من الارهاب وتحرير الإرادة الشعبية من سطوة القاعدة الارهابية، وسطوة داعش، وكل ما يتعلق بهذه التنظيمات الاجرامية التي اتخذت من مناخ التغيير واضطراب الرأي العام ومشكلة التطاحن السياسي وغيرها من المشاكل جواً مناسباً لتفرض سطوتها على مدن غرب العراق ومنها الانبار، وحين كان الامريكان يقولون ان الولايات المتحدة فقدت السيطرة الى الابد على الانبار في عام ٢٠٠٦ واصبحت قندهار اخرى، انبرت هذه العائلة وهي عائلة البو ريشة ، لتعلن عن موقف وطني شامخ، وسيظل محفوظا في تاريخها، وأسس الشيخ الشهيد عبد الستار ابو ريشة مجالس الصحوات في الانبار، وخلال اشهر فقط تغير الموقف تماماً، وانكسرت القاعدة، واستأصل الرجل شأفتها، هو ومن معه من رجال عشيرة البو ريشة وحلف العشائر الاخرى.

نعم، فقد استطاع الشيخ الشهيد عبد الستار ابو ريشة خلال مدة وجيزة وأد التنظيم الارهابي، واستطاع ان يكون عاملاً إضافيا في تفكيك الحرب الطائفية في البلاد، واليه ولمن يحيطون به يعود الفضل في انهاء تلك الحقبة السوداء.

وهكذا مضت العائلة بقوة وبأس في مشروعها العراقي، حتى بعد ان تمكن الارهاب للأسف من اغتيال الشيخ الشهيد عبد الستار ابو ريشة، وهنا انبرى أخوه الشيخ احمد ابو ريشة ليقوم مقام اخيه، وكان بالفعل رجلاً قوياً شديداً، لا يقل بسالة وعزة ووطنية عن أخيه الشهيد، فضلا عن اعتداله ومواقفه الواضحة، ولم يعرف عنه خروجه عن اخلاق رجال القبائل العربية الأصيلة، حتى حين يختلف، فقد كان يحتفظ بشرف الخصومة، ولا يساوم على المبادئ الوطنية التي تربى عليها، ونشأ كريماً مضيافاً، فضلاً عن كونه يتمتع بروح قيادية وامتدادات قبلية في داخل العراق وخارجه مع القبائل العربية المختلفة.

ان هذه العائلة من معدن فريد، ولها اثر مهم في تاريخ الانبار وتاريخ العراق ككل، ولم تنجب الاٌ كلٌ نجيب سام، حرفته الشجاعة وهوايته التضحية من اجل الوطن والمبادئ.

واليوم حيث تتجلى مواقف الشيخ أحمد أبو ريشة بوضوح وهو يتصدى للطائفية بكل وجوهها، ويقاتل الإرهاب قبل أن يقاتله غيره، مؤكداً عراقيته العالية، وقيمه التي نهل من ينابيعها الصافية سلسبيلاً عذباً صافياً، فإنه يصٌر في ذات الوقت على مواصلة الطريق الذي مضى به أهله (الشهداء)، محافظاً على هوية العراق الشاملة، ومدافعاً عن العملية السياسية بالفعل والقول والموقف .. متصدياً لمن يريد إسقاط هذه التجربة ويعيد العراق الى زمن الدكتاتورية والطغيان.. تحية لهذه العائلة الوطنية والعربية الكريمة المضحية، وتحية لفتاها وشيخها أحمد أبو ريشة.

علق هنا