رسالة الى قادة الفتح: تراجعوا الى الوراء خطوة واحفظوا بلادكم، فالعراق اكبر من جولة انتخابية عابرة..

بغداد- العراق اليوم:

هذه هي الرسالة الثانية التي نبرقها من موقع المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وهذه المرة الى الاخوة في تحالف الفتح والقوى المعترضة المنضوية في اطار تنسيقي واحد، وعلى رأسهم الحاج هادي العامري، ونبتغي من ورائها ان نقول كلمة حق وتهدئة في ظرف دقيق، فالتاريخ فتح سجلاته ليدون ما يدور، فمن سيُغلب مصلحة الوطن على مصلحته الذاتية، سيضعهُ التاريخ  في سفر الناصعين والانقياء، ومن يندفع باتجاه ذاتي سيكون له موقع غير ملائم في سفر التاريخ بكل تأكيد.

نعم هذه الرسالة لكل المعترضين والمحتجين، وهي عبارة عن خطاب ناتج عن قراءة محايدة للواقع، لا هدف يدفعها، سوى الخوف والقلق على مستقبل بلادنا التي ان دخلت في طور الصراع فلن تخرج منه الا بخسائر موجعة، وهو امر نرفضه جميعاً، معارضةً وموالاةً، ساسةً وشعباً، رعاةً ورعية.

فالعراق ابقى من المناصب، والوطن اعلى من المواقع، والمصلحة العامة هي ديدن الشرفاء، ومسار الاحرار الذي يتحركون فيه، لذا فإن ندائنا للاخوة المحتجين، سيكون مباشراً لما نعرفه عنهم، وما عرفناه وخبرناه من نكران ذات لديهم، وروح مسؤولة، لندعوهم صادقين أن يتراجعوا خطوة للوراء، وان تكن مسارات القانون والعمل السياسي والحوار الهادئ هي ادواتهم، فالبلاد لا تحتمل اي صراع ولا تصعيد، وان التراجع خطوة للخلف ليس الا درساً وطنياً واخلاقياً لا يأخذه الا من تعشّق قلبه بحب الوطن، وانتم في الصدارة كما عودتنا التجارب والمحن التي مرت على بلادنا، فكنا ولم نزل يداً واحدة من اجل سلامة شعبنا وأرضنا.

نقول ان ترك المسارات القانونية تتحرك كفيل بمعالجة اي اشكالات، ولاسيما ان الوسائل الاعتراضية المرسومة وفق القانون لم تعدم، والطرق لا تزال سالكة، والحلول لم تستنفد، بل لا يزال عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مستمراً ولا تزال عمليات معالجة الطعون الانتخابية متواصلة، ولا يزال الامر في اوله، وكذلك فأن طرق الاحتجاج القانوني متاحة، عبر المحاكم المختصة والتي تؤمنون انتم كما نؤمن نحن بأنها مستقلة غير خاضعة لأي تأثير، وقراراتها منصفة وتطابق الحقائق وتصيب الحق.

ان التهدئة وضبط النفس والتحلي بالمسؤولية هو الأمر المطلوب الان، وابعاد اصوات التطرف برأينا هو جزء من المعالجة التي يجب ان تبدأ منذ هذه اللحظة، فالتصعيد والصِدام ان وقع - لا سمح الله- سيخدم اعداءكم واعداء العراق من الدواعش وعتاة الارهابيين الذين باتوا يرقصون فرحا بما جرى امس الجمعة، والذي نأمل ان لا نراه مطلقاً بعد هذا اليوم الكئيب.

علق هنا