بعد سنوات من القطيعة.. هل ستعيد الكويت فتح مسارحها واستديوهاتها للفنانين العراقيين بعد اشراقة شمس الكويتية في بغداد؟

بغداد- العراق اليوم:



مرت ثلاثة عقود على غزو صدام للكويت، ولا تزال الجهات الفنية والحكومية الكويتية تمانع في عودة المياه الى مجاريها، لاسيما بعد أن رحل نظام صدام حسين غير مأسوف عليه، وقد حاول العراق الجديد مرات عديدة مد يده بصدق الى جارته الأقرب( الكويت)، لكن هذه المحاولات غالباً ما كانت تواجه بالصدود، خصوصاً في ظل الحكومات المتعاقبة، ولأهمية صداقة وعلاقة العراق مع الكويت، فأن العراق لم يقطع المحاولات، ولم يحجم عن لعب دوره الثقافي والفني المؤثر في الكويت بشكل أو بأخر، الا أن عودة وشيكة لتلك العلاقات المنقطعة باتت تلوح في الأفق، لاسيما بعد ان وصلت لبغداد فنانة كويتية (أصلية) كما يقال، باتت تتغنى بمجد وعز وجمال بغداد، وتريد ان توجه بشكل وبأخر دعوة لزملائها الفنانين الى القدوم الى هنا وأخذ مساحتهم قبل ان يملأها غيرهم من الفنانين العرب الذين باتوا هم من جانبهم يتوافدون ايضاً على بغداد بكثافة.

السؤال هنا: كيف استطاعت بغداد جذب شمس الكويتية فضلاً عن جذب المثقفين والفنانين الكويتيين بعد الذي جرى وما جرى من مآس وكوارث؟

الجواب: أنها رؤية جديدة لعراق أخر، تلعب فيه القوى الناعمة دورها المؤثر، ، أو  باختصار أنها  قوة الدبلوماسية (الكاظمية) الناعمة، وقوة الجذب المركزية التي قوامها ومركزها الثقافة والانفتاح، وتعزيز  روح الوطنية، ومخرجاتها صورة جديدة عن بغداد العاصمة التي اعتاد العالم أن يسمع عنها للاسف أنها أسوء مكان للعيش في العالم!!

تصوروا اي جريمة اخلاقية كانت ترتكب بأسم التصنيفات العالمية، من منظمات منحازة ومجحفة، لتضع بغداد بهذه المراتب المتأخرة، ولكن اليوم بغداد تنهض بقوة، وتستعيد سحر تأثيرها الحضاري، وتتميز كأجمل وأشرق عاصمة عربية على الإطلاق وبلا منافس، وها هي العواصم امامكم اختاروا ما تشاؤون ونشاطركم على أن تجدوا فيها هذه الروح الحميمية،  وكل هذه الطببة والنقاء، وهذا الصفاء والهناء والأنس وليالي تشبه حكايا الف ليلة وليلة.

اليوم، تتجول الجميلة شمس الكويتية، الفنانة والنجمة، المثقفة والصور الني يتابعها ملايين الشباب العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ها هي تتجول بمفردها في أحياء بغداد، وترتاد مطاعمها المميزة، وتكسر حاجز الجليد بقوة الحضور المشع، وتفتح كوة في ظلام طويل أمتد منذ غزو 1991 السيء، وما رافقه من عداء وشحن مستمر، لكن الثقافة تجسر الهوة، وتردم الخلافات، وتطفئ نيران الأحقاد مهما استعرت.

رسائل عديدة، يمكن ان نقرأها، ليس اقلها أن ثمة ثقافة جديدة رسمتها بغداد لنفسها منذ عام ونيف، كان شعارها استعادة العرب بلا مهرجانات قمم رسمية محنطة، وليس شعارها شراء ضمائر كتاب السلطان، أو شعراء البلاطات المهترئة، بل شعارها أن بغداد تفتح ابوابها بصدق وعفوية، وأن لأهلها خيار من يشاؤون ليأتي اليهم ويشاركهم العيش، ويطلع على ما يهنؤون به من أمن  واستقرار ملحوظ.

ثم ان شمس بجولتها البغدادية هذه ربما ستعيد المياه الى مجاريها، بعد جفاف طويل، أذ اغلقت وأوصدت الكويت ابواب مسارحها ونواديها بوجه الفنانين العراقيين، واحجمت عن استعادة ذلك الوصل الجميل الذي اتسمت به مع العراق، فهل ستعيد هذه (الشمس) ما كاد ان يتحول الى عقدة تاريخية؟

نعتقد جازمين ان بغداد في طريقها الى ان تتحول الى قطب عربي مؤثر كما كانت، وستكون رائدة التحولات العربية في الشرق الأوسط، ومحج لكبار المثقفين والفنانين العرب والعالميين لربما، كما كانت محجاً لكبار الساسة واصحاب القرار الدولي، وهذا عائد بشكل صريح لجهود الكاظمي الذي يدرك مدى قوة وقدرة " الدبلوماسية الناعمة" وأدوات التأثير غير الخشنة في بسط الدور، وأستعادة النفوذ الايجابي مجدداً.

شكراً لبغداد كل هذا الالق، وشكراً لشمس هذا الحضور البهي، وشكراً لكل فنان عربي مؤمن بقوة بغداد وبقدرة شعبها على أن يحتفي بالفن والأبداع، وشكراً لحكومة العراق التي بسطت الأمن والاستقرار ونجحت في طمأنة الجميع من خارج الحدود، والأهم طمأنة المواطن البغدادي الذي لم يعد يسمع اسطوانات الطائفية المشروخة، ولا يشاهد مناظر الدمار والدماء، ونأمل ان يستمر هذا الى ما لانهاية .

علق هنا