كلمة حق يجب ان تقال وان إختلفنا...!!

بغداد- العراق اليوم:

شيوعي أقرب الى الله من (وكلائه)!

بقلم د حميد عبد الله

ليسَ مهماً ان  أن يبقى الشيوعي العراقي حاملا لجينات فهد او ان يكون   

من نسل وسلالة سلام عادل من حيث الثوابت التي توارثها الشيوعيون جيلا بعد جيل.. المهم ان يكون سليل المنظومة الاخلاقية لحزب ظل معظم قادته زاهدين  يغسلون أيديهم صباح مساء مما قد يعلق بها من (مال حرام)!.

ليس سُبّة على الشيوعي ان يكون ثريا إذا كان ثراؤه متأتياً من رزق حلال، العبرة هنا بمن تتاح له فرصة الاثراء الحرام فيأنفها ويعافها ويشيح بوجهه عنها، ليس خوفا من غضب الله، ولكن احتراما لثوابت تآكل جلها ولم تنقرض كلها!.

ربمَا فجع الشيوعيون العراقيون بشارع غادروه في نهاية عقد السبعينات وهو يصفق لهم ويهتف لرموز حزبهم، وحين عادوا إليه بعد ربع قرن وجدوه منقسما ومقسما الى خانات طائفية ومناطقية واثنية، فانقلب الديالكتيك على راسه، وتداعت ثوابت النظرية أمام متغيرات عصفت بكل شيء، ولم تبق شيئا يذكر بها إلا بقية شعارات لم تعد تدغدغ أحدا ممن كانوا يطربون لسماعها!.

مهما كان فالتجربة اثبتت ان الشيوعيين فصيل نزيه ليس لأنه لا يجد ما يستحق أن (ينهش)، لكن لأن المتبقي من ثوابتهم كان كافيا لتحصينهم أمام مغريات سقط الكثيرون في طريقها الزلق، وتزحلقوا الى قرارة السقوط المريع!.

الشيوعي اليوم راهب، ينطبق عليه قول الشاعر اللبناني الياس فرحات:

انا لا أصدق أن لصا مؤمنا

أوفى لربك من شريف ملحد

 ربما هي كوة امل قد تفتح لنا نوافذ تتسلل منها شمس التفاؤل أن نجد تيارا أو حزبا أو بقايا حزب، سموه ماشئتم، مازال قريباً من الله، وهو ليس ممن  يوصفون بـ (وكلاء الله) في الارض!.

كن ابن الله أو وكيله أو ظله أو المبشر بالجنة  منه.. لا يهم .. لكن المهم ان تكون أقرب الى الله ليس بالطقوس والعبادات، انما بالسلوك الذي يباركه الله

علق هنا