جدل في الشارع العراقي.. حول عدد المقاعد التي سيحصل عليها الصدريون في انتخابات تشرين؟

بغداد- العراق اليوم:

فيما يتمسك أنصار التيار الصدري واعلامه وصفحاته الترويجية بقدرتهم على الاكتساح بيوم الاقتراع الحاسم، وانهم قادمون للحصول على اغلبية نيابية غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات النيابية في البلاد، فأن مناوئيهم وخصومهم يقللون من حجم هذه الحماسة، ويؤكدون "أن تيار الصدر يتراجع انتخابياً.

المفارقة أن كلا الطرفين يطرح مبررات وأسباباً عديدة، لما يؤكد رؤيته، لكن الوقائع والدلائل تقول بأن الصدر وكتلته ستحقق نتائج طيبة، مع التسليم أن عتبة الـ 100 مقعد ستكون مستحيلة مع القانون الانتخابي الحالي، وأيضاً مع تنوع وتوزع ولاءات الناخب العراقي.

إلا أن المعطيات التي لدينا كمراقبين من خارج المشهد تقول أننا ازاء تحول نوعي وجذري في شكل القوى السياسية التي ستشكل البنية الأساسية للمجلس النيابي المقبل، وهذا يعني أن الأوزان السياسية الحالية ستتغير، ولربما يتراجع من يحتل المركز الثاني الى الثالث ويتقدم من كان متأخراً الى مراكز متقدمة، لكن الأكيد أن أكبر كتلة نيابية ستفرزها انتخابات تشرين المبكرة، هي الكتلة الصدرية، وبمعطيات كثيرة، سبق وأن طرحناها بشكل تفصيلي في تقارير سابقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

•    القوة والقدرة التنظيمية العالية التي يتمتع بها التيار الصدري، كتيار عراقي جماهيري بشكل واقعي، لا شعاراتي.

•    التنظيم الدقيق للصفوف، وطرح مشاريع تعبئة عملية لأنصاره منذ وقت مبكر، لاسيما مشروع البنيان المرصوص وغيره من المشاريع.

•    المرونة الواضحة في عملية اختيار المرشحين، وقياس اوزانهم على كل دوائر البلاد التي يتنافسون فيها، فيما لا يملك الكثير من الأحزاب خيارات بمثل هذه المرونة.

•    الكاريزما العالية لقائد التيار الصدري، والطاعة الواضحة من الانصار والاتباع والمحبين في اختيار من يوجه به.

•    الطرح الشعبوي لبعض مرشحي التيار، وهو ما يحاكي طموحات وآمال شرائح عريضة من ابناء الشعب العراقي الذين يعانون الفقر والحرمان والمشاكل.

•    عدم تمكن الأحزاب المنافسة من تقديم بديل مقنع، وابتعادها عن الجماهير المغيبة، حيث سيدفع بفئات كثيرة للالتحاق بالتيار كناخبين.

•    اتقان التيار الصدري لقواعد اللعبة الانتخابية والترويجية بشكل ماهر، حيث يملك قواعد شابة تمثل ترسانة اعلامية هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي.

كل هذه الأسباب وغيرها من الأسباب الأخرى، يمكن أن تدلنا على حجم الفوز الذي سيحظى به التيار الصدري، مع العلم أن بعض المؤاخذات على الاداء لا تزال قائمة، فيما يخص بعض الوزارات التي تصدى لها التيار الصدري، او قيل كهذا كوزارة الصحة ووزارة الكهرباء وغيرهما، لكن هذا لا يغير من واقع الانتخابات الا اليسير، مع الأخذ بعين الاعتبار ان التيار موحد ولم يتعرض لإنشقاقات داخلية أو تتزعزع بنيته التنظيمية الأساسية، فيما عانت مختلف القوى من مثل هذه المشكلة.

لذا فمن منطلق الحياد، نرى أن الكتلة الصدرية ستحرز اعداداً مفاجئة، لكن دون أن نرفع السقف، ودون أن نغالط الواقع، فقوى تشرين الناشئة في المحافظات الشيعية قد تأكل من جرف القوى السياسية الشيعية برمتها، وليس من التيار فحسب، ولكن كم وكيف؟ تلك هي المسألة!

علق هنا