الوزير والتكنوقراط العراقي عامر عبد الجبار.. مشروع وطني لانجاز دولة عصرية وقوية

بغداد- العراق اليوم:

في المسيرة السياسية والمهنية بعد 2003، ثمة التماعات مشرقة، وثمة رجال ونساء عراقيون، اثبتوا كفاءة منقطعة النظير، وواصلوا مهمتهم في خدمة بلادهم بشكل مشرف وحقيقي دون ان ينتظروا جزاءً من هذا او ذاك. بل هي الروح الوطنية والالتزام الشرعي والاخلاقي، وقد سبق ان المحنا الى بعض هذه الوجوه واشرنا اليها باعتبارنا صحافة وطنية مستقلة، مسؤولة، تمنح الحق لأهل الحق، وتضع الأمور في مكانها الصحيح، بحيث لا تأخذها في العدل لومة لائم ابداً.

اليوم إذ نضع أيدينا على خبرة وطنية عراقية، ورجل صلب في الحق، له في الميدان المهني موقع مميز ، فهو مهندس معروف، عملَ من مختلف المواقع والمسؤوليات، وسار متدرجاً في سلسلة الهرم الوظيفي وصولاً الى مرتبة وزير، وقد كانت كل هذه المسيرة مكللة بالعطاءات ونصاعة الضمير ، وبسمو الشرف الاخلاقي في رعاية مصالح المجتمع، والحفاظ على مصالح الدولة بغض النظر عن الأنظمة وتقلبات السياسة.

في العام 2008 تحديداً وصل عبد الجبار كما قلنا متدرجاً الى منصب وزير النقل العراقي في حكومة المالكي الأولى، وحينها أوقف الكثير من الانحدار في وزارة النقل، وبدأ يصحح بجرأة وقوة ودراية، الكثير من المسارات دون ان يتلفت الى خلفيات ذلك او يراعي الخصوصية الشخصية والمصالح الذاتية على حساب المصلحة العامة.

وقف عبد الجبار مواقف وطنية كبرى، حين تصدى لمشاريع الخصخصة غير المدروسة في مفاصل الوزارة، لاسيما ملف الخطوط الجوية العراقية، وفي مسألة الربط السككي وايضاً ملف ميناء الفاو الكبير، وعشرات ان لم يكن مئات الملفات والقضايا الاخرى.

واجه كارتلات الفساد وتجمعات المصالح بقوة، ودخل معها في صراع شديد، وللأسف استطاعت مرات ان تستخدم نفوذها في تعطيل الرجل، والحد من قدراته في تجنيب قطاع النقل المألآت الخاطئة، ولعلها قوى الدولة الخفية او العميقة استطاعت تحييد الرجل عن الاستمرار في مشروعه، وحدت من طموحاته في ترصين عمل مؤسسات قطاع النقل بمختلف صنوفه، لكنها لم تستطع اسكات صوته الهادر بالحق، والمدافع عن حقوق العراق، امام ايران والكويت وتركيا وكل الدول التي تضرر العراق وتضرب مصالحه وتستحوذ على حقوقه مستغلة الضعف والانقسام السياسي ووجود غير الوطنين في مواقع المسؤولية للاسف الشديد.

لسنا في وارد الترويج الانتخابي للرجل، لكنها كلمة حق يجب ان تقال على كل حال، ولابد ان يتمتع المرء  بشرف المسؤولية الاخلاقية، وان يقول كلمته مهما كان ثمنها، ومهما أولت من قبل المتأولين، فالوطن اهم مما يدعوننا اليه طبعاً، وعلينا ان نساند الكفاءات الوطنية التي ساهمت في تنمية الموارد وتعظيم نفوذ الدولة ومؤسساتها وقطاعاتها المختلفة بعد ان خبت او كادت ان تتلاشى امام هيمنة الصراع البدائي الذي يتخذ من الفوضى السياسية غطاءً له.

علق هنا