الكاظمي يقترب من حصد تأييد شيعي متكامل لإتمام مهمته الأنقاذية

بغداد- العراق اليوم:

نجح رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، في أن يكون شخصية لا جدلية، غير منحازة، محط اجماع مشترك، بل أن القوى الشيعية تكاد تُجمع على كون الكاظمي شخصية مقبولة، وأن هذه ليست لديها تحفظات على ادائه، أو سلوكه الحكومي، أذ لم تجرؤ أي قوى على كشف حالة خرق سياسي او إداري أو ما شابه، بل العكس صحيح، فقد نجح في ان ينظم الأمر، ويعيد صياغة الموقع الأول صياغة متطابقة مع الدستور والقانون.

القوى الشيعية الآن، تمكنت بعد طول معاناة في وصل ما أنقطع من علاقات مع المجتمع الدولي، بل يمكن القول بثقة كبيرة، أنها بدأت بنسج أول خيوط علاقات مع مصر والسعودية والأردن والأمارات وغيرها من البلدان العربية وتركيا وهكذا من الدول الأخرى، لكن كيف حدث هذا ؟.

بصراحة عبر اختيارها الصحيح لرئيس الوزراء الأنقاذي،  أذ استطاع الكاظمي أن يقدمها كقوى سياسية راشدة، تمتلك القرار السيادي الخاص بها".

وبصراحة ايضاً، فأن الرجل عمل بدأب كبير على تغيير الصورة النمطية التي ساهم في ترسيخها اعلام مضاد، وكسل واضح من القوى الشيعية في الدفاع عن صورتها أزاء اتهامها المستمر بالتواطؤ مع الجارة إيران، أو تقديم مصالحها على مصالح العراق".

طبعاً، هذا لا يعني أن الكاظمي عمل على "تلميع صورة" هذه القوى، بل أنهُ مثل باختياره، صورة للسياسي الشيعي المُعتدل القابل للحياة والتعايش مع الأخر، والذي يمكن أن يتفاهم معه الجميع بأريحية، ولا وجود لتقاطعات بينه وبين الأخرين".

وهذا برأينا  يمثل فرصة سانحة للقوى الشيعية في أن تواصل التمسك بهذا الخيار، الذي كفاها شر الاصطدام مع الشارع، وأستطاع ان يكون الشخصية الأكثر مقبوليةً بينها وبين الشارع المُحتج ضدها، ونجح أيضا في أن يفك العزلة القاسية التي واجهت العراق على مدى عقد ونصف من الزمن.

أن المهمة الأنقاذية التي بدأها الكاظمي لم تنتهِ الى هنا، وأن كان الرجل قطع أشواطاً مهمة فيها، لكن بقي أن يستكمل شوطه الى النهاية، وأن تتسم القوى السياسية (خصوصاً الشيعية منها) في أن تترك الرجل يترجم مشاريع كان قد فتح حساباتها، مشرعة الى عمل على الأرض، أذا كانت تريد ضمان عراق موحد، وعملية سياسية هي جزء من نجاحها.

أن أبعاد الحكومة العراقية القادمة بعد انتخابات تشرين عن الهيمنة الحزبية والأنغلاق السياسي، امر حاسم في أستمرار استكمال مشروع الدولة الناجزة، وبخلافه فلا ندري الى أين تذهب البلاد – لا سمح الله- بعد أن عجزت من اتقاء شر الصدمات واللكمات التي تتلقاها من عملية سياسية وصلت الى طريق مسدود في 2019!.

علق هنا