الكاظمي.. وقصة كفاح (طالبة الستوتة) ..!

بغداد- العراق اليوم:

عند تداول صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، وهي تركب خلف عربة والدها “التوك توك”، التي تسمى بالعامية العراقية “الستوتة”، وتراجع كتابها الدراسي في طريقها لاجتياز امتحان إحدى موادها في الثانوية العامة، دخلت السلطات العراقية على خط قضية الطالبة سارة حسين.

وجاء تدخل السلطات العراقية بعد أن سردت سارة قصتها عبر موقع “سكاي نيوز عربية”، كاشفة طموحها لإكمال دراستها، كي تتمكن من مساعدة أهلها، ودعوتها لمعالجة شقيقها المريض.

واستجاب المسؤولون العراقيون لمناشدة سارة، التي باتت تعرف بطالبة الستوتة، حيث قام محافظ واسط محمد جميل المياحي، بزيارة عائلتها في منزلها في أحد أحياء مدينة الكوت، مركز محافظة واسط في وسط العراق.

ونقل لهم محافظ واسط تحيات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وتقديره لإرادة النجاح والعزيمة التي تمتلكها سارة، مؤكدا لهم بناء على توجيهات الكاظمي تكفل الحكومة العراقية بمعالجة شقيق سارة المريض.

وتعليقا على تجاوب الحكومة العراقية مع مطالبها، تقول سارة حسين في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “أهداني رئيس الوزراء العراقي مشكورا سيارة، وتكفل بمعالجة شقيقي المريض، وذلك من خلال زيارة السيد محافظ واسط لنا بالبيت، فضلا عن زيارة أخرى لوفد من الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، نقل لنا هو الآخر تحيات رئيس الحكومة، ووعدنا بمتابعة إجراءات البدء بمعالجة شقيقي المريض، سواء داخل العراق أو إن اقتصت الحاجة ففي الخارج”.

وتضيف سارة: “أشكر كل من تواصل معي وتعاطف، وقدم الدعم والهدايا لي، حيث أخبرت كل من طرح العون لنا سواء من الحكومة أو غيرها، أن حالتنا المادية متوسطة، وثمة من هم أحوج منا للمساعدة التي أرفضها، لكن الهدايا فلا مشكلة طبعا وأتقبلها بكل شكر وسرور مثل هدية السيد رئيس الوزراء الكاظمي”.

أما والدها حسين فيقول في لقاء مع “سكاي نيوز عربية”: “تشرفنا بزيارة السيد المحافظ لبيتنا، حيث أخطرنا بتبنيهم تكلفة علاج ابني المريض، وإهدائهم ابنتي سارة سيارة، وهو مازحنا في البداية عبر تخييرنا إما بين السيارة أو معالجة ابني، فاخترنا طبعا معالجة ولدي، لكنه بعد انتهاء زيارته قدم لنا السيارة كمفاجأة، ونحن نشكره ونشكر رئيس الوزراء السيد الكاظمي على هذه المبادرة الكريمة”.

ويضيف والد سارة ممازحا: “صاحب الستوتة (يقصد نفسه) لم يهدني أحد شيئا، فأتمنى منكم أن تطلبوا من سارة أن تهديني السيارة”.

وحين نقلنا لسارة طلب والدها، قالت: “أتعهد لكم بتقديم السيارة لوالدي كوني أساسا، لا أجيد القيادة، وهو من سيوصلني للمدرسة كي أكمل امتحاناتي لكن هذه المرة بالسيارة وليس بالستوتة”.

وتفاعل المعلقون والرواد في الشبكات الاجتماعية العراقية وعلى نطاق واسع مع قصة سارة، وما تحمله من معان نبيلة لأنها تكشف إصرار هذه الفتاة العراقية على مراجعة كتبها الدراسية، حتى وهي على الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة، في دلالة على أن إرادة التفوق والنجاح وإثبات الذات، لا تعيقها ظروف الحياة السيئة.

علق هنا