اصابع برزاني وراء تفجر الأوضاع في السليمانية.. صراع الرئاسة يدخل مرحلة الحسم، وإيران تتخلى عن جنكي !

بغداد- العراق اليوم:

اقتربت الأزمة الداخلية التي تضرب الاتحاد الوطني الكردستاني، على خلفية تفجر الخلافات بين (بافل طالباني) وأبن عمه ( لاهور شيخ جنكي)، من بلوغ ذروتها مع أنباء عن انتشار مسلح تشهده السليمانية، ورفض شيخ جنكي طلب مغادرة الإقليم رفقة اشقائه وبعض معاونيه، وقرب انتهاء المهلة الممنوحة له من قبل طالباني الذي يقود انقلاباً أبيض لغاية الأن، لكنه قد يتحول الى لغة أخرى في حال عدم أذعان شيخ جنكي لرغبات (بافيل) الذي أصبح الرئيس الأوحد للاتحاد.

في هذا الوقت تكشف مصادر سياسية عليمة، أن "طالباني قاد عملية تصفية خصمه وشريكه السابق لاهور شيخ جنكي بالتعاون مع البرزاني في أربيل، الذي أيد فكرة اقصاء جنكي بطلب من الرئاسة التركية التي تتهم الأخير بأنه يقدم لمتمردي حزب العمال الكردستاني الدعم والتأييد".

واشارت الى أن "شيخ جنكي حاول الاستفادة من الدور الإيراني في حل المشكلة، لكن طهران نأت بنفسها عن التدخل، لاسيما أنها تتهمه من طرف خفي بتقديم دعم وإسناد لعملية اغتيال رئيس الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني".

فيما اشارت مصادر مطلعة، الى أن " طالباني بانقلابه هذا قد أدخل الاتحاد في ثاني أخطر ازمة سياسية يمر خلال عقد تقريباً، لاسيما بعد انشقاق نيشروان مصطفى وتأسيسه حركة التغيير الكردية، والتي عادت خلال الفترة الماضية لتتحالف مع الاتحاد في الانتخابات بفضل جهود لاهور شيخ جنكي، لكن هذه الجهود قد تكون في مهب الريح لاسيما مع النهج الذي يتبعه بافيل طالباني الذي يريد توحيد اجنحة الحزب الذي ورث زعامته من ابيه الراحل جلال طالباني، ويحظى بدعم والدته- الشخصية النافذة في السليمانية، هيرو خان-، وشقيقه نائب رئيس وزراء الأقليم قوباد طالباني".

تسميم بافيل

مصادر تشير الى أن " الأزمة قد تفجرت بالأساس بعد اكتشاف محاولة تسميم بافيل طالباني من قبل احد موظفي الخدمة أو العاملين في المطبخ التابع لعائلة طالباني، وقد دلت هذه المحاولة أن لاهور شيخ جنكي يقف خلفها للتخلص من غريمه، ولكن هذه الرواية لا تزال موضوعة امام القضاء في السليمانية، الذي لجأ اليه شيخ جنكي مطالباً اياه بكشف الحقيقة، وبيان خفايا القضية".

قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني أبدى في حديث صحافي، قلقه من هذه التطورات على مستقبل حزبه، حيث قال أن ”هناك قلقًا لدى قادة الحزب من الصف الأول، والصف الثاني، من تفكك منظومة الاتحاد، في ظل الظروف الراهنة، خاصة أن دولًا مثل تركيا، تسعى لذلك، وتستثمر في الخلافات بين الجانبين، وبدأت بوادر ذلك من خلال تدخلات رُصدت أخيرًا للتأثير على أحد الأطراف“.

ورأى ”ضرورة تدخل قادة الكتل السياسية في العراق، لحسم الخلاف، ووقف النزاع، خاصة أن الاتحاد مقبل على انتخابات نيابية، ولا يمكن البقاء على هذا الوضع في ظل وجود رغبة من بعض الأطراف، لاستخدام القوة العسكرية“.

وشهدت السليمانية، منذ أيام انتشاراً لقوات الأسايش في المدينة، بشكل علني، وواضح، وتقيم نقاط تفتيش، للبحث عن الأسلحة غير المرخصة، والمتورطين بالتهريب، والسيارات غير المسجلة، وهي حملة ظاهرها تطبيق القانون، غير أن باطنها، وفق مراقبين، تستهدف نشاط لاهور شيخ جنكي، حيث يتهمه بافل بالتورط في أعمال غير شرعية.

علق هنا