الانتخابات تدخل مرحلة عض الأصابع.. من يصرخ أولًا، المالكي يرفع الكرت الاحمر، وخصومه يتجمعون لإفشاله !

بغداد- العراق اليوم:

عملياً لم يبقً امام موعد اجراء الانتخابات النيابية المُبكرة، سوى 70 يوماً تقريباً، ولكن الأجواء الساخنة سياسياً، وأيضاً الطقس الملتهب لا يزال يمنع المرشحين الذين سُمح لهم بممارسة حملاتهم الدعائية من التحرك، خوفاً من تفجر الغضب الشعبي بوجوههم مما قلص الحملات الدعائية، لتتحول على مواقع الأنترنت، او ما يعرف بالسوشيال ميديا، ولذا بدأت الحملات هذه المرة "سائلة" غير واضحة المعالم، وبدا ان المرشحين في الغالب قادمون من عالم افتراضي خصوصاً الوجوه التي تخوض المعترك الانتخابي للمرة الأولى.

واذا ما تجاوزنا عقدتي الطقس وسخونة الاجواء السياسية واحتدامها، فأننا يمكن ان نعزو التباطؤ في وتيرة الحملات الدعائية ايضاً الى الغيوم التي باتت تلبد الأجواء الانتخابية، بعد توالي سلسلة الانسحابات السياسية، التي بدأها مقتدى الصدر بتياره الواسع، مروراً بالحزب الشيوعي الذي تلقى آراؤه احتراماً مبيراً من الشارع العراقي، وقد رأى الحزب أن " التجربة لم تستكمل عناصر نجاحها.

ثم هناك انسحابات منبر اياد علاوي وجبهة المطلك، وبينهما يقع سعد عاصم الجنابي، الثري الذي يعيش خارج البلاد ويمد نفوذه الى الداخل عبر ذراعه السياسي (التجمع الجمهوري) الذي يخاطب ما تبقى من القوميين في العراق.

هذه المقاطعات المتتالية القت بظلال كثيفة على الواقع السياسي، ونجحت لغاية الآن في ادخال ملف الانتخابات في " أرجوحة" تتقاذفها الأوضاع الأمنية التي تتوتر تارةً، وتخبو تارةً، وأيضاً ملف استكمال انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وملف التظاهرات التشرينية التي انتهت الى 28 حزب وتشكيل سياسي لم يدخل اغلبها الانتخابات بقوائم واضحة.

مضافاً الى هذا كله، الأوضاع الصحية التي باتت تنذر بعودة وشيكة لأغلاق خامس للبلاد خلال العامين، وقد يطول هذه المرة بحسب مراقبين الى شهر او أكثر، وهذا يتوائم مع اقتراب تولي الرئيس الإيراني المتشدد ابراهيم رئيسي السلطة في ايران، وما قد يسببه هذا من تعقد في ملف المفاوضات النووية وغيرها من الملفات الأخرى.

لكن في المنقلب الأخر، يبدو رئيس الوزراء الأسبق، والرجل الذي يوصف بالقوي جداً، نوري المالكي واثقاً مما سيحرزه من نتائج نوعية في الانتخابات المبكرة، لذا بات يدعو بقوة لتنفيذ الاستحقاق بموعده الأساس، وعدم التعدي على هذا المطلب

"الشعبي".

وقال المالكي في تغريدة له تابعها ( العراق اليوم) ، "الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر في 10/10 وموقف القوى التي أعلنت عدم مشاركتها محترم لكنه موقف خاص بها ولا يجوز فرضه على رأي الاغلبية المتفاعلة مع الانتخابات المبكرة وفي موعدها المحدد".

وأضاف أن "الانتخابات المبكرة مطلب مرجعي وشعبي وعلى الحكومة ان تهيء الظروف الأمنية لإنجاحها".

فيما لا يزال موقف رئيس مجلس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي غير واضح المعالم فيما يتعلق بالمتغيرات التي طرأت على الساحة الانتخابية، أذ ان الرجل كان متمسكًا حد الرمق الأخير باجراء انتخابات حرة وواسعة من حيث المشاركة الشعبية، وعبر عن أمله ان يراجع الصدر قراره باعتزال الانتخابات المقبلة، مؤكداً ان الصدر وانصاره يمثلون شريحة واسعة من المجتمع لا ينبغي تجاوزها تحت أي ظرف.

لكن الرجل عاد لينشغل بملف الانسحاب الأمريكي من البلاد، وهو ملف يبدو من الخطورة بمكان، مما جعل الجهد الحكومي منصباً عليه بكامل قوته، وقد نجح الرجل في ذلك.

علق هنا