لماذا يختار العراقيون ليتوانيا بوابة للهجرة نحو أوربا؟

بغداد- العراق اليوم:

يبدو ان الخلاف بين بيلاروسيا والاتحاد الأوربي،  فتح ثغرة ينفذ منها المهاجرون العراقيون الباحثون عن لجوء في دول اوربية عبر بوابة ليتوانيا، مما تسبب بتداعيات دبلوماسية، وتحاول هذه الدولة الآن الحد من تدفق المئات من المهاجرين العراقيين، وتبذل جهوداً مكثفة لغرض معالجة الثغرة الحدودية لأنها بحسب مسؤولين فيها، لا تحتمل المزيد من التدفق لهولاء الباحثين عن حياة جديدة، وتوطين بديل عن وطنهم.

وتعتبر ليتوانيا واحدة من دول البلطيق، التي تقع على طول الساحل الجنوبي الشرقي لبحر البلطيق، إلى الشرق من السويد والدنمارك. يحدها لاتفيا من الشمال، وبيلاروسيا من الشرق، وبولندا من الجنوب، وكالينينغراد (مقاطعة روسية) إلى الجنوب الغربي.

هذا ووجه وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس تحذيرا إلى المهاجرين من العراق وتركيا الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر أراضي بلاده قادمين من بيلاروس.

وزير خارجية ليتوانيا يتحدث عن عقوبات شديدة ضد بيلاروس بسبب المهاجرين

وأقر  لاندسبيرغيس ، بعجزه عن تحديد الموعد المتوقع لخفض كثافة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلده، مشددا على الأهمية القصوى لإبلاغ من يفكر في تنفيذ هذه الرحلة بأن تكاليفها ستتجاوز بشكل ملموس مكاسبها.

وأشار الوزير إلى أنه ركز على هذا الموضوع خلال زيارته إلى تركيا والعراق في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لافتاً إلى أن أحد أهم أهداف هذه الزيارة يكمن في مناقشة الدور المهم الذي من شأن وسائل الإعلام أداؤه في هذه المسألة.

وقال: "رسالتي الأهم في تركيا والعراق كانت تكمن في أنكم (المهاجرون) تدفعون كثيرا من المال".

وذكر لاندسبيرغيس أنه يتعين على المهاجرين أن يعلموا أنهم "سيصرفون مبالغ هائلة مقابل إقامة في خيمة لعدة أشهر كي يعودوا في نهاية المطاف إلى بلدهم الذي وصلوا منه".

وخاطب الوزير المهاجرين بالقول: "تمثل 15 ألف يورو مبلغا كبيرا، حتى في ليتوانيا، وأنتم تدفعون هذا المبلغ الهائل مقابل رحلتكم إلى الاتحاد الأوروبي، وتصلون الاتحاد الأوروبي وتقيمون في مخيم وسط دراجة حرارة تصل 35 درجة فوق الصفر. إنكم سوف تقعون هناك لأن ليتوانيا تعهدت بمنعكم من المرور، وليس بإمكاننا السماح لكم بالمرور، وإذا أوجدتم طريقة للتسلل إلى بولندا فإنها سوف تعيدكم إلينا".

واحتجزت السلطات الليتوانية أكثر من ألفي مهاجر غير شرعي عند الحدود مع بيلاروس منذ بداية العام الجاري.

وبحسب معلومات صحافية،  تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعية في العراق مجموعات مغلقة تختص بتبادل المعلومات حول السفر إلى بيلاروسيا ودخول ليتوانيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، وهي واحدة من دول البلطيق الثلاث الأعضاء في الاتحاد، بجانب لاتفيا واستونيا.

إلا أن وضع ليتوانيا المجاورة لبيلاروسيا مختلف، فالحدود بينها وبين بيلاروسيا غير مسيطر عليها بما يكفي، مما يفتح الباب أمام عبور المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وبالخصوص العراق إليها مرورا ببيلاروسيا. لكن الحكومة الليتوانية اتخذت إجراءات لحماية حدودها مع بيلاروسيا من خلال البدء ببناء جدار كونكريتي ومن أسلاك شائكة على طول الحدود.

مكاتب السفر والسياحة في بغداد وكذلك في مدن العراق المختلفة تقدم منذ فترة طويلة عروضا سياحية للسفر إلى منسك العاصمة البيلاروسية، تتضمن تذكرة السفر والسكن والنقل والجولات السياحية وتتراوح بين 650 إلى 800 دولار، بعضها يطالب بضمانات على شكل تأمين للعودة، والبعض الآخر لا يفعل.

إلا أن أغلب أعضاء المجموعات على فيسبوك، يحجزون تذكرة ذهاب فقط، ويحاولون خلق مجموعات للسفر معا. الغالبية العظمى منهم شباب يبحثون عن منفذ للهروب من الظروف الصعبة في العراق.

كما يلاحظ حضور عدد من الفتيات وكذلك الأسر التي ترغب في أخذ هذا الطريق للوصول إلى أوروبا، وهو طريق فتحه كما يبدو الرئيس البيلاروسي لوكاتشينكو بسبب خلافه المتصاعد من الاتحاد الأوروبي.

والملاحظ في هذه المجموعات (الكروبات) أن أغلب المعلومات المنشورة غير دقيقة والتي يمكن أن تتسبب في ضياع الذين يحاولون الهجرة وتعرضهم لمخاطر.

أغلب المعلقين لم يصلوا فعلا إلى ليتوانيا، وهناك من يسأل عن مصير شقيقه الذي غادر قبل أيام واختفت أخباره، والجواب حول هذا السؤال يأتي من - شخص آخر لا يعيش في ليتوانيا - أن السلطات الليتوانية سحبت من كل المهاجرين غير الشرعيين أجهزة الهواتف النقالة وستعيدها إليهم بعد مرور 15 يوما.

علق هنا