ذي قار لا تزال على صفيح ساخن.. استقالات "هروب" جماعية لمديري المؤسسات الصحية !

بغداد- العراق اليوم:

لا تزال ذي قار تغلي، ولا يزال بانتظارها فصل أخر من مشهد ساخن، حيث تنتظر المحافظة اعلان اللجنة الوزارية المكلفة من قبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لنتائج التحقيق التي توصلت لها، حيث نفت الحكومة المحلية هناك أي تسريب لنتائج التحقيقات التي اكدت تواصلها، وعلى وقع اعتقال اكثر من 10 شخصيات رفيعة في صحة ذي قار، بينهم مديرها العام السابق، على ذمة القضية، توجه عشرات المدراء في المشافي الحكومية باستقالات جماعية خوفاً من المسؤولية والملاحقات القانونية، الامر الذي قرأه مراقبون هناك على أنه " فرار من المسؤولية، ومحاولة للتملص من تقديم الخدمة الجيدة للمواطنين".

حيث كشف مدير عام صحة ذي قار سعدي الماجد، وهو طبيب عسكري سابق جرى تكليفه بالمنصب بعد حادثة مستشفى الحسين التعليمي، أن مديري ونواب مديري ما لا يقل عن خمس مستشفيات في المحافظة غادروها، تاركين إدارة المؤسسات لموظفين أقل أهلية.

وأوضح أن الدافع وراء هذه الاستقالات هو الخوف من تحميلهم المسؤولية في حال وقوع كارثة جديدة مع تتالي الحرائق في مستشفيات العراق المتداعية.

واعتقل إثر ذلك ثلاثة مسؤولين بينهم مدير المؤسسة، وصدرت 10 أوامر قبض أخرى من القضاء، لكن ذلك لم يهدئ غضب المواطنين.

وحصلت مأساة مماثلة في وحدة علاج مرضى كوفيد-19 في مستشفى ببغداد في ابريل الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصاً.

واعتبر الناشط ورئيس تحرير إحدى الصحف المحلية عدنان دافار، في حديث صحافي،  أن الاستقالات المتتالية لمديري المستشفيات "دليل على انهيار منظومتنا الصحية"، منتقداً المسؤولين الذين "فروا من مسؤولياتهم بشكل مخجل".

بدوره، استنكر الإعلامي عدنان توما "تهربهم من كل واجباتهم في حين يجب أن يضاعفوا جهودهم"، مؤكداً أن معظم المستقيلين "واصلوا العمل في عياداتهم الخاصة".

و في اطار التحقيقات القانونية الجارية في ملف الحريق الهائل الذي ابتلع اكثر من 100 راقد، قال عضو لجنة التحقيق ومستشار محافظ ذي قار، علي مهدي عجيل، في تصريحات صحافية، إنه "لا يوجد أي تسريب أو اعلان نتائج التحقيق الاولية بحريق مركز العزل في مستشفى الحسين التعليمي في ذي قار، إلى الان".

وأضاف، أن "كل ما يشاع هو  عبارة عن تكهنات أو تصاريح خارج اللجنة المشكلة للتحقيق"، مشيرا إلى أن"التحقيق لم يكتمل إلى الان، ولم نصل الى نتائج حقيقية نهائية حول الحادث".

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمر بتشكيل لجنة "عالية المستوى" للتحقيق بحادثة مستشفى الحسين في الناصرية، مؤكدا أن اللجنة ستعلن نتائجها "خلال أسبوع"، وأن "المقصر والمتلاعب سيحاسب".

علق هنا