من هي الجهة التي لا يرفض لها الكاظمي طلباً؟ (العراق اليوم) يكشف لأول مرة عن الجهة المستثناة من بروتوكولات المقابلة الرئاسية!

بغداد- العراق اليوم:

لا يخشى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، من أن يغلق الباب بوجه ايًا كان، اذا تجاوز حدود اللياقات لربما، او حدود المصلحة العامة، واندفع ليبحث عن مصالح ضيقة، فئوية او شخصية، ولربما يرفض الكاظمي أي طلب يرى فيه أنهُ ينطوي على مصالح ذاتية او نفعية، ويراد منه استغلال المنصب التنفيذي الأول الذي يشغله، أو أن أحداً ما،  مهما كانت صلته الوظيفية او القرابية، يريد استغلال هذه الخصائص لتنفيذ مأرب خاصة.

كل هولاء قد لا يتردد رئيس الوزراء في  رفض مطالبهم، ونهرهم وزجرهم ان تطلب الأمر ذلك، لكننا في (العراق اليوم)، سنكشف سراً مهماً من اسرار شخصية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الرجل الذي يقود العراق ويتطلع الجميع ليحظى بمقابلته وعرض ما عنده، وعلى الرغم من انه يفتح ابوابه للجميع، بل ويبادر هو في اكثر المناسبات ليذهب الى الناس ويعايش المجتمع عن كثب، الا ان ثمة جهة يستثنيها رئيس الوزراء من اي اعتبارات بروتوكولية، وتحصل على رعاية خاصة منه كلما جاءت لمقابلته، يسارع الرجل لفتح ابواب القصر الحكومي، او منزله الشخصي لها،

لتدخل هذه الفئة من اوسع ابوابه، فيجالسها الرئيس، ويستمع لها بشغف، وينصت لها وما تطرح بحب وتقدير  عاليين.

نعم، نحن نعرف هذه  الفئة التي تحظى برعاية خاصة من لدن الكاظمي، وهذه الشريحة التي ينظر لها بأعلى درجات الحب والتقدير، بل وينحني لها ليقبل اياديها المترعة بالبراءة، انها  شريحة اطفال العراق، خصوصاً الايتام منهم، واولئك المبتلون بالعلل المزمنة.

 فهؤلاء الذين ينكسر قلب الرئيس كلما اقترب منهم، ونرى عينيه تمتلئ بالدمع كلما لامستهم كلماته الحانية، ويداري هذه العبرات الحارة، بابتسامة عريضة يريد من خلالها ان يمنح بذرة الأمل الصغيرة الخابية فيهم،  المزيد من الندى كي تنمو، ولا تخبو وتنكسر، فتذهب براءة الاطفال التي ضيعتها سنوات الإهمال، وآلام المخاضات الدامية التي عاشتها البلاد، وقسوة الحرب التي أكلت اباء هولاء الصغارِ، فظلوا يتطلعون الى السماء، حيث نجمها المتلألئ، علها ترمقهم، وتقطع تأوههم الحزين الذي يقطع نياط القلب، ويفجر مكامن الروح القصية.

يعرف الكاظمي أي اهات تلك التي تكاد تطبق السماء على الأرض كلما انطبقت، كيف لا وهو المنحدر من الدوحة العلوية العظيمة روحاً، من مدرسة ابي الايتام علي بن ابي طالب انتماءً، علي ذلك القائل، "ما أن تأوهت من شيء رزئت به.. كما تأوهت للأطفال في الصغرِ"، ولذا فأن الرجل يكسر كل هيبة المنصب، ويضرب بعرض الجدار كل بروتوكولات الرئاسة، ويجمد كل اعراف الاستقبال الرسمي، كلما اقترب من هولاء الاطفال، فتارةً ينحني على صغير يصارع السرطان، ويداعبه بكلمات تسر خاطره الكسير، وتارةً يرافق ابن شهيد الى أحد المحال التجارية ليبتاع له لعبةً طلبها، وتارةً يجالس اطفال دور رعاية الدولة في جلسة مسائية، يمازحهم ويستمع لهم بانطلاق، فيأخذ الصدق والمشاعر الانسانية الفياضة اقصى مداها، فتصل الصورة الصامتة، جارفة بفيض المشاعر، وقيم المحبة، وعظمة الاتساع الانساني المؤطر فيها.

أنها، الطفولة التي يستثنيها الكاظمي من كل شيء، الا البحث لها عن مستقبل آمن، فهل عرفتم من يمنع الكاظمي من ان يندفع بأتجاه المزيد من المتاهات، التي انزلق اليها السابقون، فتركوا طفولة معذبة تبحث لها عن أبوة حانية يريد الرجل ان يعيدها، وأن يوقف على الأقل هذا الطابور الطويل من الامتداد.

هل عرفتم لماذا يقول الرجل، لا أريد منظر الدماء، ولن اسمح به، ومستعد أن اضحي انا بنفسي، كي لا أساهم في حرمان صغير من كلمة (بابا) العظيمة.

شكراً لهذا البعد الانساني، وشكراً للعراق الذي انجبك وأنجب مثلك، وشكراً لهذا الدرس الذي تمنحنا اياه ايها الرئيس.

علق هنا