انشقاق ولجوء وتصفيات.. ماذا يحدث في عائلة البارزاني بكردستان وما علاقة أنقرة؟

بغداد- العراق اليوم:

"لا استطيع البقاء تحت احتلال الدولة التركية، الآن أنا أخرج بإرادتي من كردستان، وسوف أواصل كفاحي المتعلق بحركة الشعب الثورية، وسأعود إلى كردستان قريبًا"، كانت هذه آخر كلمات ادلى بها العضو السابق في مجلس قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، أدهم البرزاني قبل أن تكشف مصادر مقربة من الحزب عن توجه الاخير الى  إيران.

وادهم البارزاني سياسي كردي ينتمي لعائلة البارزاني التي يشغل نيجرفان فيها منصب رئيس اقليم كردستان ومسرور بارزاني الذي يترأس حكومة الاقليم قبل ان تنتهي ولاية زعيم الحزب الديمقراطي ورئيسه مسعود البارزاني في عام 2017".

عرف ادهم البارزاني في مواقفه التي لا تتطابق بالضرورة مع مواقف قياديي الحزب وصقوره وسياسيي العائلة، حيث يرى ادهم ان تركيا تتطلع لاحتلال اقليم كردستان، وهذا الموقف جاء بعيد موقفه من قضية اطلاق الصواريخ من غزة في فلسطين باتجاه اسرائيل حيث لم يصدر اي موقف كردي سوى من ادهم البارزاني الذي اعتبر ما تقوم به حركة حماس بانه نضال وجهاد ضد الكيان الاسرائيلي المغتصب.

ويوم امس نشر على صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لادهم البارزاني، ذكر فيه محاولة اغتياله من قبل تركيا ووجه رسالة الى كل من رئاسة الاقليم والامم المتحدة، تضمنت مخاوفا على احتلال تركيا لاقليم كوردستان مثل قبرص ولواء اسكندرون .

ويضيف البارزاني؛ تركت كوردستان بارادتي لكني ساعود قريبا لتشكيل حزب لمواجهة تركيا .

وبحسب الفيديو؛ فان نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كردستان طلب منه مغادرة الاقليم و هناك خلافات حادة بينه وبين قيادات (ب د ك).

ويكمل البارزاني، ان" تركيا تقطع يوميا ٤٥٠ طن من اشجار في منطقة بادينان، وانها (تركيا) اصدرت مذكرة اعتقال بحقه .

رسالة البارزاني الاخيرة كانت موجهة إلى (الرئاسات الأربع في إقليم كردستان والعراق، وجميع الأحزاب والأطراف السياسية: إقليم كردستان والعراق، والأمم المتحدة وممثلها في العراق، ومجلس الأمن الدولي، وأعضاء الاتحاد الأوروبي، وأعضاء الجامعة العربية، والمنظمات الدولية والمجتمع المدني في كردستان والعراق والعالم، ومنظمات حماية البيئة في كردستان والعراق والعالم) حول هجمات جيش الاحتلال التركي على أراضي باشور كردستان (جنوب كردستان) وحذر من عواقب هذه الهجمات.

وأثارت رسالة السياسي الكردي أدهم البرزاني ردود فعل مناهضة في إقليم كردستان. وقال البرزاني إنه لا يستطيع البقاء تحت احتلال الدولة التركية وإنه قرر بكامل إرادته الخروج من كردستان.

أدهم البرزاني قال في تصريح له ايضا؛ إنه لا يستطيع البقاء في وطن تحتله تركيا، فيما تلتزم حكومة الإقليم الصمت.

وأضاف أدهم البرزاني: "أنا لم أتخلَ بأي شكل من الأشكال عن أرض كردستان، وقريبًا سوف أعود إلى أرضي بحركة شعبية ثورية. أنا أعمل على هذا الصعيد والشعب عبّر عن دعمه. أنا لا أثق بأية أحزاب. لا أثق سوى بالحركة الثورية، وأنا أعمل بهذا الصدد وسوف أعود قريبًا إلى كردستان".

وفي وقت سابق قال البارزاني ان جهات تقف وراء نشر التطرف الديني بين فئة الشباب باقليم كوردستان مشيرا الى ان هدفها هو إضعاف الحس القومي بين فئة الشباب الكوردي.

وحذر بارزاني وهو رئيس المجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظتي السليمانية وحلبجة حينها، من انتشار التشدد الديني وضعف الروح القومية كونها ضمان تطوير كوردستان وحفظ أمنه.

وطبقا للقراءة السريعة لتصريحات ومواقف البارزاني التي اعتبرها البعض بانها انشقاق عن الحزب الديمقراطي ووضع سياسيي الحزب في حرج بكثير من المواقف، الا ان التطور الاخير كان الأكثر ضخامة وشدة من بين المواقف السابقة ووصل الى حد طلب اللجوء الى ايران والتوعد بالعودة الى كردستان وتشكيل حركة ثورية على حد قول البارزاني.

وحسب تباين المواقف فأن ما قام به البارزاني يعتبر بمثابة تمرد واتخاذ موقف مختلف يكاد يكون للمرة الأولى منذ التسعينيات في عائلة البارزاني التي تنحدر من الملا مصطفى والد رئيس اقليم كردستان السابق مسعود البارزاني الذي لا يزال يرأس الحزب الديمقراطي ويتمتع بنفوذ شبه مطلق في اقليم كردستان.

 

علق هنا