بعد توقيف الكربولي ومصلح وعلوش، هل بقي مسؤول عراقي في مأمن من المحاسبة، وهل سيصدق الآخرون أن (الحديدة حامية)، وعليهم أن يتوقفوا ؟

بغداد- العراق اليوم:

بصدور مذكرة القبض القضائية، بحق أمينة بغداد السابقة، ذكرى علوش، تكون لجنة مكافحة الفساد، قد عبرت الخطوط كافة وانطلقت نحو المطلوب، أو ما هو واجب، حيث تترى المعلومات عن مضي اللجنة بالمزيد من الخطوات والضربات العاصفة، التي قد تقلع الكثير من أباطرة الفساد، وتخرجهم من حصونهم المشيدة، وقد طوقت السلاسل الغليظة معاصمهم المترفة، بعد أن امتدت أيديهم الفاسدة لمال الشعب العراقي، وتسببت بويلات وويلات لا يزال يدفع العراق ثمنها، من استقراره ورغيف ابناء شعبه الذين باتوا لا يجدون من يأمنوه على مالهم، وحين بلغت القلوب الحناجر، واستيأس الناس، هيأت السماء على ما يبدو، من على يده سيقوض هذه الدويلات الفاسدة، ويخرب تلك البيوت التي بنيت من السحت الحرام، ويعيد الأمل الى النفوس اليائسة.

بشائر اللجنة الخاصة التي أسسها الكاظمي تتواصل، والعراقيون يتطلعون بلهفة واشتياق لأخبار هذه اللجنة وتحقيقاتها، لاسيما بعد أن صمدت اللجنة ومن يقف ورائها، أزاء عاصفة اعتقال مصلح وما سببته، أو ما حاولت أن تسببه من لي ذراع الدولة ومؤسساتها وقضائها، ولكن هبة الشعب العراقي، وتضامنه مع الدولة، ورفضه واستنكاره الغاضب لمحاولة كسر هيبة القانون، كانت كافية بأسناد الدولة، ورئاسة الحكومة التي قال عنها سياسيون وصحافيون ومراقبون، أنها تخطت الخطوط الحمراء بلا خوف ولا تردد، وفضلت المواجهة، والذهاب الى اخر الشوط بلا حسابات أخرى.

الآن، اللحظة مواتية، والعمل جارِ، والرجال المستعدون، سينقضون عما قريب على المزيد من الرؤوس الفاسدة ولن يوقفهم أي عارض، أو يسمعون أي معارض، ما دامت القضية عادلة، والهدف سامٍ، والشعب راض، وفعالياته تنادي بالمزيد من الضربات الموجعة  لكارتلات الفساد وشيوخه وصبيانه.

الآن، يمضي الكاظمي ومعه معوله الحاد، وهو يهد بيت الفساد المحمي، وينقض على أسسه، ويخرج المزيد من عرابيه من خلف اسوارهم التي بنوها.

فهذا الكربولي بكل  ما يعنيه، وهو رقم غير اعتيادي في الحسابات السياسية والمالية والاعلامية،، لا يزال يخضع لاستجواب  وتحقيق لجنة ابو رغيف، وقبله العشرات من المسؤولين ومن تصدوا للمسؤوليات في الدولة، واليوم اوقعت لجنة مكافحة الفساد الخاصة، ذكرى علوش، وهي التي كانت تقود مؤسسة، قال عنها نائب، أنها تعادل خمس وزارات في الدولة، وهذا يعني أن اللجنة تمضي بشكل متواصل ومستمر في ملاحقة كل من تسول له نفسه ان يمد يده على أموال الدولة والشعب.

ولكن تظل الرسالة الأهم من كل هذا، ومع أهمية متابعة وملاحقة الفاسدين، هي رسالة التحذير  والردع التي يجب ان تصل لكل من يفكر أن ينهج نهج الفساد، أو يظن ان ثمة عاصماً من ملاحقة يد العدالة له، أو يظن ان الغطاء الذي توفره تلك الكتلة السياسية، او هذه الطائفة، أو  هذه الجماعة أو العشيرة..الخ من هذه المسميات، قد يعصمه أو يوفر له حصانة من أي نوع، فهو واهم ومخطئ، والدليل امامه، فهؤلاء الذين سقطوا بضربات قاصمة، ستتبعهم أسماء اكبر لربما واكثر تجذراً، لكن الفاسد ان وقع لن يجد من يدافع عنه، أو يرفع صوته للمطالبة به، فعلى الجميع، خصوصاً من يتصدى للمسؤوليات ان يراجع حساباته، وأن يعود لرشده، وأن يحكم ضميره الوطني فيبتعد حالاً عن هذه الآفة، وان يخلص في اداء مهمته، فالفساد في العراق لم يعد بلا ملاحقة، ولم يعد هناك متسع للتهرب من الوقوف امام عدالة القانون ما دام هناك رجال شجعان في قمة سلطة الحكم، وسلطة الأمن والقانون، وفي أجهزة القضاء أيضاً، وهم كثيرون حتماً والحمد لله.

علق هنا