خورنا لو خور عبد الله الصباح؟!

صالح الحمداني

خيمة سفوان، والشروط التي يمليها المنتصر، وقرارات مجلس الأمن، وحماقات صدام، وضعف قادة العراق الجديد، جعلت حدودنا الجنوبية تكُشُّ ككشّة الپازة بعد غسلها! خيبةُ الله على حكام هذا البلد المسكون بالعنف وقلة التدبير، فقد أدخلوه في حروب داخلية وخارجية لا تنتهي، وباعوا أجزاء من حدوده من أجل تثبيت كراسيهم، لا ثبتها الله ولا أراهم إلا المكروه في أنفسهم وأعزائهم!

ايران تزحف على حدودنا بسبب جبروتها، والكويت بسبب كثرة أموالها، والأردن لشطارتها، وسوريا لچفيان شرها، وتركيا للطلطة أردوغانها!

ما مر عقد الا والعراق يفقد جزء من أراضيه، ودول الجوار تتوسع على حسابه، وتأخذ الأرض والماء والذهب الأسود، والشعب يجوع ويعرى ويهتف للحاكم البائع المتساهل: بالروح والدم تارة وبعلي وياك علي تارة أخرى!

الكويت تقول أن الخور مالتها، ومسمى بإسم أحد حاكمها – في بداية القرن التاسع عشر الشيخ عبد الله الصباح – وأن القصر الذي سميت عليه أم قصر لكويتي يدعى محمد بن رزق، وسفوان كانت ضمن حدودها لغاية الواحد وستين! وحكومة العراق كل همها أن (بيع) الخور كان في عهد سابق غير عهدها، سواء كان في عهد نوري المالكي أو حتى عهد صدام حسين!

البلد يُقصقصُ يوما بعد آخر، ولذا حتما سنجد أنفسنا يوما ونحن نعيش في قصقوصة صغيرة، وسننافس حتى قطاع غزة في تزاحم منازلنا! ليس هناك سياسي لديه غيرة على هذا البلد، وجماعة “يمعوّد” سيدمروننا بسلبيتهم، وسنظل نأكلُ أحلاماً ونتريعُ تفييكاً! أزمة تجر أزمة، وخيبة تجر أختها، ونحن جميعاً ننتظر فرجاً لن يأتي، ونبني قصوراً في الرمال، ونتفاخر بأوهام زائفة!

الشعوب الحية تصنع قادة أحياء، وتحاسبهم، وتركلهم إن أخطأوا، أو تسكنهم سجوناً لا يخرجون منها إن كانوا فاسدين، أما نحن فككفار مكة، نصنع آلهتنا بأيدينا، ونعبدها، ونتذمر لأنها لا ترزقنا، ولا تشفينا، ولا تستورد لنا رزاً صالحاً للإستخدام البشري!

الكويت مثل التاجر الشاطر الذي بإمكانه أن (يقشمرنا) ويبيع لنا الهواء معلباً، وبإمكانه أيضاً أن يوقع قادتنا السياسيين على أي ورقة يشاء مقابل: مصاصة، وعلچ، وشوية حب شمسي قمر!

علق هنا