بغداد بانتظار المحافظين في طهران .. وقلق ينتاب العراقيين من وصول (رئيسي) لسدة الرئاسة الايرانية !

بغداد- العراق اليوم:

يبدو أن صانع القرار الاستراتيجي الايراني، يريد هذه المرة ان يُقصي التيار الإصلاحي بعد دورتين رئاسيتين وصفتا بأنهما الاهدأ منذ ان انتزع حسن روحاني، السلطة من محمود أحمدي نجاد، المتشدد انذاك، قبل ان ينتقل الى المعسكر الأخر، ويطرح نفسه ليبراليًا تقدميًا!، ويوجه سهام نقده الحاد للنظام الإيراني، ويدعو لإعادة النظر بنظام ولاية الفقيه.

نجادِ الذي ابعد للمرة الثانية على التوالي، من قبلِ مجلس صيانة الدستور الايراني، وهي جهة يرأسها المتشدد صادق لاريجاني، وتنظر في أهلية المرشحين للرئاسة الايرانية، الأمر الذي أضطر نجاد للقول أنه " لا يستطيع التعليق على قرار تتخذه هيأة برئاسة لاريجاني!".

وبعيدًا عن صخب نجاد وأنصاره، يبدو أن الدوائر الايرانية، قد اتخذت قرار بقطع الطريق امام أي إصلاحي بعد ان استبعدت نائب الرئيس الحالي، اسحاق جهانغيري، واستبعدت عشرات المرشحين الأصلاحيين، وأبقت على 7مرشحين فقط.

وأعلنت الداخلية الإيرانية، في وقت من أيار الماضي ، أسماء المرشحين السبعة للانتخابات الرئاسية، والتي استلمتها من مجلس صيانة الدستور الذي استبعد فيها شخصيات بارزة، في مقدمتها رئيس البرلمان السابق المحافظ المعتدل علي لاريجاني، ونائب رئيس الجمهورية القيادي الإصلاحي البارز إسحاق جهانغيري، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

والمرشحون السبعة هم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي ( الأقوى والارجح للفوز) ، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام القائد العام السابق لـ”الحرس الثوري” محسن رضائي، والإصلاحي محسن مهرعليزادة، ومندوب المرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي سعيد جليلي، والبرلماني المحافظ السابق علي رضا زاكاني، ومحافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي، ونائب رئيس البرلمان المحافظ أمير حسين قاضي زاده هاشمي.

وسيقتصر السباق على المحافظين، إذ إن خمسة من المرشحين من هذا التيار، والمرشح الإصلاحي الوحيد مهرعليزادة لا يمثل وزناً كبيراً في الشارع الإصلاحي، كما أن محافظ البنك المركزي شخصية مستقلة لا يمكنها منافسة المرشحين المحافظين.

العراق .. كيف سيتعامل مع رئيسي؟

مراقبون أكدوا أن تغيير الرئاسة الايرانية، وانتقال السلطة من الاصلاحيين الى المحافظين قد يزيد في تعقيد العلاقة بين ايران وجيرانها وحلفائها، وقد تتجه ايران الى التشدد في المواقف، مما يعني أن الدول التي تتأثر بسياستها، قد تضطر الى اتخاذ مواقف متباينة، أو معارضة، لاسيما أن إيران الثورة التي ستعود عبر المحافظين، تريد ان تحرز نصرًا سريعًا في الداخل الايراني، يكافئ الاختلال الذي تركته قرارات مجلس صيانة الدستور التي بدت أنها تزكية مبكرة لمرشح المحافظين، وتمهيد غير معلن لنقل السلطة بقوة القانون من جبهة الى جبهة أخرى.

ورأى المراقبون أن " العراق يتمتع بشكلين من العلاقات مع ايران، ويحاول ان يأخذ بواحدة الى مديات اقصى، فيما يريد ان يستثمر الأخرى في تعزيز الأولى، حيث يتمتع العراق بعلاقات دبلوماسية متينة مع ايران، ولديه شبكة مصالح متداخلة معها، ويحتفظ معها بروابط اقتصادية ودينية وسياحية، ولذا فهو لا يريد ان يطرأ تغييراً شاملاً على نوع العلاقة الرابطة بينه وبينها".

ويضيف " أما شكل العلاقة الأخر، فهو العلاقة الشعبية والروحية التي ترتبط جزء من العراقيين والايرانيين، وهذه العلاقات تعمل الحكومة على استثمارها لتكون مدخلاً لتفاهم اعمق، وحل المشاكل العالقة، وصياغة علاقة ندية متوازنة، بعيدًا عن سياسات التوظيف التي يريد البعض ان تكون جزءًا من منظومة العلاقات الدولية".

علق هنا