الدولة النووية تدير وجهها عن السعودية نحو العراق.. هل بتنا قريبين من تغييرات جذرية في قواعد اللعبة الأقليمية

بغداد- العراق اليوم:

قرأ مراقبون زيارة وزير الخارجية الباكستاني، ونقله دعوة رسمية لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لزيارة هذا البلد النووي، بأنهُ جزء من تحول الباكستان من العلاقات الوثيقة مع العربية السعودية، الى محاولة كسب قطب أقليمي وازن كالعراق، وبدء مرحلة من تنويع العلاقات على أثر التوترات التي أصابت العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين السعودية والباكستان.

وكان وزير الخارجية الباكستانية "شاه محمود قريشي"، وصل العاصمة بغداد، وبحث مع نظيره العراق فؤاد حسين، عمليّة تصدير نفط بغداد إلى إسلام آباد، في تحول للأخيرة التي تعتمد بشكل كبير على استيراد النفط من السعودية والإمارات.

جاء ذلك، خلال استقبال "فؤاد حسين" لـ"قريشي"، في مبنى وزارة الخارجية العراقية ببغداد، حيث بحث الجانبان، سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائيّة بين البلدين في المسائل ذات الاهتمام المُشترَك، ومنها الجانب الاقتصادي، بما يحقق المصلحة المشترَكة للبلدين.

وقال "حسين" إن باكستان شريك أساسي ومُهِمّ بالنسبة إلى العراق، ويرتبط البلدان بعلاقات عريقة وعوامل مُشترَكة، منها: مواجهة الإرهاب والتطرّف.

وأكد الجانبان ضرورة تفعيل اللجنة العراقيّة-الباكستانيّة المشتركة، والإسراع في إنجاز الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين.

كما ناقشا عمليّة تصدير النفط العراقي إلى باكستان، ومجال السياحة الدينية وسُبُل تيسير منح سمات الدخول للزائرين الباكستانيين الراغبين بزيارة العراق.

وتطرّقا كذلك إلى تفعيلِ خط للطيران المباشر من بغداد إلى إسلام آباد وبالعكس، وتنشيط التعاون الاقتصادي، والتجاري بين البلدين.

وأعرب "قريشي" عن تطلُّعِ بلاده إلى مزيدٍ من التعاون المشترك مع العراق في جميع المجالات، وأهمها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والسياحة الدينية.

وقبل أيام، كشف وزير الإعلام الباكستاني "فؤاد شودري"، عن موافقة الرياض على استئناف إمدادات النفط إلى إسلام آباد، بعد طلب تقدم به رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان"، لاستئناف تزويد بلاده بالنفط على مدفوعات مؤجلة لمدة طويلة، وذلك خلال زيارته الأخيرة للمملكة، مطلع الشهر.

ومن المقرر أن تُعلن التفاصيل الكاملة للصفقة بين البلدين لاحقًا، بعد إبرام اتفاق رسمي.

وأكد "شودري"، أنه سيُصدر بيان مشترك بين الجانبين السعودي والباكستاني بعد الانتهاء من إتمام الاتفاق.

وكانت السعودية أوقفت في/آب 2020، إمدادات النفط إلى باكستان، وطالبتها برد قروض بعد انتقاد إسلام أباد لمنظمة التعاون الإسلامي (مقرها في السعودية) بشأن قضية كشمير.

علق هنا