محمد عبد الجبار (يعايد) الجمهور العراقي والعربي بأغنية طربية جديدة ويسأل ( لو صحيح أنت تحبني؟)

بغداد- العراق اليوم:

 



علي الأمير - مهتم بالشأن الفني

ايقاعات سريعة، ونمط صاخب، وعنف لغوي، يدمغُ الأغنية العراقية في الآونة الأخيرة، ويكاد أن يقطع صلتها، بتلك التي كانت عليه  قبل عقدين أو أقل، مع أننا لابد ان نعترف أنها تحقق (بهذه المواصفات الغريبة!!)  انتشارًا واسعاً، لكنها ليست الأغنية العراقية التي كنا نعرفها، حين كانت مميزة بإيقاعاتها الطربية، وموسيقاها الفريدة، وتوزيعها الأصيل.

لذا قد تبدو (مغامرة) أن يجرأ مطرب أو ملحن، لكسر السائد، والإبحار ضد تيار الأغنية (الشبابية) الجارف، ومحاولة سحب الجمهور مجددًا  الى منطقة الأغاني الطربية، ويحاول ان يعيد (المتذوق) لأغنية تخاطب العقل والمشاعر العالية، دون توسل عنف اللغة الصادمة، أو ايقاعات هجينة جارحة للأذن!.

هذه المغامرة تجد الآن تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ومواقع نشر الأغاني العراقية، عبر أغنية جديدة، انطلقت بالتزامن مع ايام عيد الفطر السعيد، أبطالها ثلاثة فنانين ينتمون لثلاثة اجيال مختلفة، شعرياً، ولحنياً، وأداءً.

إذ يعود المطرب العراقي المعروف، محمد عبد الجبار ( وهو من نجوم جيل الأغنية التسعينية وما يزال) ، لجمهوره الواسع، والمتابعين لفنه، وأغانيه المميزة، بأغنية (لو صحيح أنت تحبني)، التي  كتب كلماتها الشاعر الغنائي الكبير، فالح حسون الدراجي ( وهو شاعر غنائي من جيل الأغنية السبعينية )، ولحنها الملحن الموهوب والصاعد بقوة، علي بدر، بتوزيع أسعد عبد الجبار، حيث تنتمي الأغنية بمزاجها الشعري، ولونها الموسيقي، الى تلك الأغاني الطربية المليئة بالأحاسيس والمشاعر، والتي اجادها محمد عبد الجبار خلال مسيرته الحافلة.

شعريًا،  الدراجي الذي يتعاون للمرة الثانية، مع محمد عبد الجبار، بعد تجربة ناجحة في أغنية الفرقة الذهبية،  يعيد النبض مجددًا للأغنية الطربية، المليئة بالهدوء والتأمل، ويأخذ المستمع بعيدًا عن إيقاعات الصخب، بكلمات  تدفع عبر الحان علي بدر المنسابة، الى الاسترخاء والرهافة والسؤال الشفيف  عن  معاني الحب العميقة، والاشتباك الراقي بعاطفة السؤال الوجداني الرهيف.

تستعيد أغنية ( لو صحيح أنت تحبني) مكانة الأغنية الطربية في أجواء العيد الذي أطل هذا العام، أملاً ودفقاً من المشاعر الجياشة وأسئلة الحبيب التي تختار العزف على تقاطعات اللغة الشعرية.

عبد الجبار بصوتهِ المصقول بتجربة طويلة، يساءل معشوقه، بلغته الفخمة، ويكشف عن مكنونه العاطفي، بأسئلة جميلة، وشعرية متدفقة.

وأنا هنا لا اريد أن أكتب نقداً فنياً او تحليلاً موسيقياً لهذه الأغنية المختلفة عن كم الأغنية السائدة، قبل أن يستمع

 لها الجمهور، لذا أرجو أن يسمعها أولاً جمعور الغناء العراقي الذواق والرصين، ليقول كلمته، فهو صاحب الرأي والقرار والذائقة رغم إني بصمت لها، ولجودتها وتميزها وجمالياتها الشعرية واللحنية والموسيقية والأدائية، بالعشرة، وليس بإصبع واحد..

كلمات الأغنية :

لو صحيح أنت تحبني ؟

وغالية عيوني عليك !

بيه حلفني حبيبي

وفدوه لتحلفني بيك

أنت أول حب اليه

أنت اخر حب أحب

شلون لو رحت من أديه

وين أجد مثلك محب

يا اعز مني عليه

وأنه اعز منك عليك!

انفاسنا يطلعن سوية

نفس بيه ونفس بيك

لو صحيح أنت تحبني

**

شايف العين اشغلاها

اني بعيوني افتديك

شايف الروح شحلاها

بروحي يالغالي اشتريك

أنت لو تتأذه لحظة

أني من يمي أموت

وأنت لو تجويك ومضة

أني فوك النار أفوت

أنت دنياي وضواها

بعدك الدنيا ظلام

وأنت روحي بكل هواها

ومن عداك انت كلام

لو صحيح أنت تحبني!.

**

علق هنا