فصل جديد في معركة أبل وفورتنايت.. من يحسم الصراع؟

بغداد- العراق اليوم:

تتزايد وتيرة الاتهامات الموجهة لشركة أبل الأمريكية، يوما بعد آخر، فما بين تشويه المنافسة العادلة وممارسة الاحتكار تتعدد القضايا.

فبعد أيام من اتهام الاتحاد الأوروبي للشركة الأمريكية بتشويه المنافسة، فإن المحاكم الأمريكية بدأت هي الأخرى النظر في قضية مشابهة.

أبل وفورتنايت

اشتعلت المعركة بين شركة أبل، وشركة إيبك جيمز بعد أن بدأت محكمة أمريكية نظر دعوى "إبيك جيمز"، ناشرة لعبة الفيديو الشهيرة "فورتنايت"، ضد أبل.

المعركة بين الطرفين بدأت منذ شهر أغسطس/آب 2020 عندما عمدت أبل إلى استبعاد لعبة "فورتنايت" من "آب ستور" بحجة خرقها العقد، مباشرة بعد محاولة "إبيك جيمز" الالتفاف على نظام الدفع في نظام "آي أو إس" لتجنب العمولة البالغة 30% التي تفرضها "أبل" على المبيعات.

احتكار أبل

وتتهم إيبك جيمز شركة أبل بممارسة الاحتكار، وفقا لما قالته وكيلة "إبيك" المحامية كاثرين فورست في مداخلتها الأولية "سنثبت من دون لبس أن أبل تمارس احتكاراً".

واعتبرت أن متجر "آب ستور" للتطبيقات الذي يشكل الممر الإلزامي لتنزيل التطبيقات على أجهزة "آيفون" و"آيباد"، يعمل بطريقة أشبه بـ"حديقة مسوّرة".

ورأت المحامية أن "إبيك" كانت "لتوفر المزيد من الابتكار والأسعار الأفضل للمستهلكين لولا إساءة استخدام الوضع المهيمن".

واستشهدت المحامية برسالة إلكترونية من أحد نواب الرئيس في "أبل" إدي كيو إلى رئيسه تيم كوك عام 2013 اعتبر فيها أن "جعل الزبائن يستخدمون متاجرنا "آي تيونز وآب ستور وآي بوكستور" هو أفضل وسيلة لدفعهم إلى أن يدمنوا المنظومة".

ويرى رئيس "إبيك" تيم سويني أن "أبل" أجبرت شركته إما على الموافقة على شروط غير مواتية أو فقدان مكانه بهذه السوق.

وقال سويني للقاضية إيفون جونزاليز روجرز إن فورتنايت "تمتد إلى ما هو أبعد من ألعاب الفيديو... من الضروري أن يكون ممكناً تضمين مستخدمي آيفون المليار وأكثر قليلاً".

وقال تيم سويني: "أردت أن يرى العالم أن أبل تمارس سيطرة كاملة على الوصول إلى كل البرامج" عبر أجهزتها المحمولة.

جشع إيبك

واعتبرت وكيلة أبل المحامية كارن دَن أن المجموعة لا تمارس احتكاراً أكثر مما يفعل "متجر بقالة"، متهمة "إبيك" بالجشع، وشددت على أن أبل لم تنشئ منظومة آمنة لاستبعاد أحد، بل لدعوة المطورين".

واعتبرت أن فوز "إبيك" بالدعوى يعني للمستهلكين والمطورين "أماناً أقل، وخصوصية أقل، وموثوقية أقل، وخيارات أقل، ونوعية أقل. كل تلك الأمور التي تحميها قوانين مكافحة الاحتكار".

ورأى المحلل في "ودبوش سيكيوريتيز" دان آيفز أن "إبيك ستستفيد من قاعدة مستخدميها الضخمة التي لا مثيل لها لتوليد الدعم عبر الشبكات الاجتماعية"، إذ يبلغ عدد المسجلين في "فورتنايت" في كل أنحاء العالم نحو 350 مليون لاعب.

لكنه لاحظ أن دفاع "أبل" معتاد على مثل هذه المعارك ولم يمنَ بأي فشل منذ سنوات. وتوقع آيفز فوز المجموعة "ما سيعزز قبضتها على متجر التطبيقات والمدفوعات".

ومع الطعون والاستئنافات، يمكن أن تستمر المعركة لسنوات. لكنها قد تؤثر أيضًا على النقاش الحالي حول قانون المنافسة.

ومن المقرر أن تستغرق المحاكمة 3 أسابيع. ولكن مع الاستئنافات وسبل الانتصاف، يمكن أن يستمر النظر فيها سنوات، لكن حجج كلا المجموعتين ستؤثر على النقاش الراهن في شأن حق المنافسة.

أبل والاتحاد الأوروبي

واتهم الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة "أبل" بـ"استغلال موقعها المهيمن" في سوق الموسيقى عبر الإنترنت إثر شكوى من "سبوتيفاي"، واعتبر أن المجموعة الأمريكية العملاقة "شوهت مبدأ المنافسة" لإقصاء منافسيها، من خلال "اقتطاع عمولات مرتفعة" تعفى منها تطبيقاتها الخاصة.

أما على نظام "أندرويد" (نظام "جوجل" المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية)، فيعمل المتجر بشكل مشابه، مع اختلاف رئيسي واحد، وهو السماح بمنصات التنزيل الأخرى.

أبل وأمازون

ويعمل عدد من الجهات الأمريكية المتخصصة في مكافحة الاحتكار على التحقيق في ممارسات شركة "أبل"، وكذلك ممارسات منصة التجارة عبر الإنترنت "أمازون" التي تعتبر هي الأخرى طرفاً وحكماً.

علق هنا