مصدر خاص لـ (العراق اليوم) : الكاظمي أبلغ حلفاءه أنه لن يشارك بأي لائحة انتخابية، وصحيفة عربية تكشف عن تفاهمه مع الصدر على ولاية ثانية

بغداد- العراق اليوم:

في الوقت الذي كشف فيه مصدر سياسي رفيع المستوى، لـ (العراق اليوم) عن قرار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعدم المشاركة في أي قائمة انتخابية، أو رعايته لأي قائمة بما فيها  ( الأزدهار) التي كان من المؤمل ان تضم شخصيات نيابية وإدارية وتكنوقراط مستقلة، في نفس الوقت كشفت صحيفة عربية تصدر في لندن عبر تقرير لها، عن تفاهمات تجري بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي  لترشيح  الأخير لولاية جديدة، بعد انتخابات اكتوبر 2021، شريطة ان يظل الكاظمي بعيداً عن المشهد الانتخابي، ومستقلاً.

وكشف المصدر الخاص لـ (العراق اليوم)، أن " مقربين من الكاظمي أبلغوا بعض المرشحين أو الشخصيات التي تحاول بناء تحالف انتخابي مقرب منه، أن رئيس الوزراء يبلغهم رسمياً بعدم خوضه هذا السباق، وسيكون خارجه تماماً، وسيشرف على سير العملية الانتخابية باستقلالية تامة".

لكن صحيفة (العرب) اللندنية، قالت في تقرير لها، اليوم الأثنين، نقلاً عن مصدر سياسي عراقي مطلع عن تفاهمات انتخابية تمت بين الكاظمي والصدر، تقضي بدعم التيار الصدري لرئيس الوزراء الحالي بهدف البقاء على رأس الحكومة على أن لا يقوم بتشكيل حزب أو كتلة والدخول في الانتخابات البرلمانية المؤمل إجراؤها في أكتوبر المقبل، خاصة وإن الصدر يعلم جيداً أن الأصوات الكبيرة التي سيحصدها الكاظمي - لو شارك في الانتخابات - سيقطع نصفها من  الرصيد الانتخابي للتيار الصدري.

وأكد المصدر” أن هذه التفاهمات تحظى بدعم قوى شيعية ممثلة برئيس الوزراء السابق حيدر العبادي ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وعن القوى السنية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ومسعود البارزاني عن القوى الكردية.

وأكد كفاح محمود المستشار الإعلامي للزعيم الكردي مسعود البارزاني أن الكاظمي يتمتع بقبول كبير من أوساط شعبية واسعة، وتوجهاته جادة لحل الإشكاليات المتراكمة مع إقليم كردستان معتمدا على إرث علاقته الطيبة مع البارزاني وبقية الزعامات السياسية الكردية.

وأضاف محمود أن الكاظمي هو الأقرب إلى القيادات الكردية، خاصة وأن معظمها أعلنت منذ توليه كرسي رئاسة الحكومة تأييدها ودعمها له، وهذا يعني أن الكاظمي سيحظى بدعم كردي صدري خصوصا بعد تقدم التفاهمات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والتيار الصدري.

يأتي ذلك في وقت حذر فيه الصدر من أن هناك جهات تريد تعكير الأمن في العراق بهدف تأخير أو إلغاء الانتخابات العامة البرلمانية.

وقال الصدر في تغريدة له على حسابه الشخصي في تويتر “هناك جهات تريد تعكير الأمن في العراق لأسباب عديدة أهمها تأخير أو إلغاء الانتخابات من خلال الميليشيات المنفلتة التي تستهدف القوات المحتلة لثنيها عن الانسحاب، فبقاؤها بقاء لتلك الميليشيات”.

وتراهن قوى سياسية على الكاظمي بوصفه أسلم الخيارات من أجل السيطرة على الشارع ومنع اندلاع احتجاجات جديدة وبالأخص في ظل ظهور مؤشرات على أن حملة مكافحة الفساد ستمضي قدما في الإطاحة بفاسدين ينتمون إلى الصف الأول من الطبقة السياسية.

وقال مصدر برلماني عراقي “إذا كان مقتدى الصدر قد غير موقفه من رغبته في أن يكون رئيس الوزراء المقبل صدريا إلى دعم الكاظمي في الترشح لولاية ثانية فذلك يعتبر نوعا من الفهم العملي للواقع ليس إلا”.

ويمثل الكاظمي خيارا مثاليا للصدريين في الدورة القادمة، لاسيما إذا تمكنوا من تحقيق نصر انتخابي في الاقتراع القادم.

علق هنا