أحمد أبو رغيف.. صائد الحيتان الكبيرة وذراع الكاظمي الضاربة

بغداد- العراق اليوم:

شغل الناس، وملأ الصحف والقنوات والمواقع بأخباره الطازجة، والمثيرة، الرجل الذي يجلس بهدوء على كرسي مكافحة الفساد، يريد أن يسترد ما نهبه ( الأربعون حرامي او لربما الاربعمائة او الاربعة آلاف لا فرق) لكن دون زيت جرار كهرمانة الساخن.

ملفات ساخنة، وتحقيقات معمقة، وأدلة صادمة، وعمل سري يجري التمهيد له، كي يصل لمبتغاه. يقابله صمت من الرجل ولسان مقفل بقفلين.

هو رجل يعرف القوانين، وحائز على الدكتوراه فيها، بمعنى يعرف كيف يحقق ويتحقق، وكيف يتعامل مع المتهم، وهو ذو خبرة سنوات طويلة، وعصارة عمل مضنً في مكافحة الإرهاب وشبكات الموت والدماء والمخدرات، إنه رجل قادم من كل هذا الأرت، وقد جاء ليخوض هذه المواجهة مع الفساد والفاسدين بلا هوادة.

وحينما فكر الكاظمي في شخصية يسند لها مهمة مشاركته في حرب شعواء، لا تقل أهمية ولا خطورةً كما  قالت المرجعية الدينية في النجف عن معارك التحرير والقضاء على داعش، أستعرض اسماءً واسماء، وعرضت عليه سير وملفات" وسيفيات " كثر، توقف الكاظمي عند بعضها، ومضى وطوى بعضها دون ان يقلب سيرتها.

فماذا كان يريد الكاظمي حينذاك؟.

كان يريد رجلاً لا يهاب ولا يخشى في تطبيق القانون، ولا يتراجع، أراده جسوراً شجاعاً مقاتلاً، لا يقيم للتوازنات السياسية المبنية على المصالح قيمة، ولا طموح سياسي لديه، كما ليس لديه ما يخسره، وهذه الصفات مجتمعة تتطابق مع صفات وظروف الكاظمي، فهو  الأخر أيضاً ليس لديه ما يخسره، بقدر ما أنه سيربح العراق بلاداً ودولة معافاة من سرطان الفساد والأرهاب والتخريب.

واليوم حيث يمضي الفريق الحقوقي الدكتور احمد ابو رغيف في مشروع اصطياد الحيتان الكبيرة، وحيث تنهار بين يديه اساطين الفساد، لتعترف بكل ما ارتكب، وكل ما تسبب بضياع البلاد وفقدانها فرصاً ذهبية لنهضة شاملة وعمران مستدام.

وحيث يدير أبو رغيف "رياضة" اصطياد الحيتان الكبيرة، دون أن ينفذ أو يفلت منها أحد بما في ذلك الاسماك الصغيرة، لكنه يعرف ان الإطاحة بهذه الحيتان اهم وأبلغ، ففسادهم اكبر واعظم مما تأكله تلك الأسماك الخبيثة من سحت .

لأول مرة وأمام العلن يكشف أبو رغيف عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأرهاب، فيذهب الى المطلوبين الكبار يحاصرهم ويعتقلهم، ويذهب بهم الى غرف التحقيق، يضع امامهم اكوام من الأدلة والبراهين التي جُمعت بعناية، ويستنطقهم بقوة الدليل، فتظهر الحقائق المخزية لشبكات السرقة والنصب والاحتيال.

يواصل ابو رغيف العمل رغم كم الضغوط الهائل، ورغم رسائل التهديد والوعيد التي يطلقها الفاسدون وانصارهم واذنابهم، لكن الرجل مصر

وماضِ على ما يبدو رفقة الكاظمي الى النهاية، فأما حياةُ تسر الصديق، أو ممات يغيض العدا، كما يقول الشاعر عبد الرحيم محمد، ولذا فأن الكاظمي لم يكن مبالغ قط حين قال انه " شهيد حي"، وبالفعل فأنه ومعه هولاء الرجال المخلصون الأشداء يعملون في حقل من الالغام، لكنهم يمضون بضمير وطني مرتاح وشجاعة كي يكملوا مشروعهم الوطني والاخلاقي والشرعي في كبح جمال غول الفساد والإفساد.

علق هنا