بغداد- العراق اليوم:
كتب المحرر السياسي في ( العراق اليوم) :
هذه رسالة موجهة وصريحة وفيها مكاشفة جريئة وهي دعوة للحوار الوطني، وايضاً دعوة للتفكر والعقلانية، أذ أن ملف " الحرب والسلم" ليس قرارًا فرديًا ولا يخص مجاميع او فئات او حتى طوائف او قوميات، بل هو قرار عراقي شامل يمس حياة العراقيين جميعاً، ويتأثرون به وبمخرجاته، ويتحملون مسؤوليته ككل، أذ لا يمكن أن نُزايد على وطنية أي عراقي، أو حقه في الدفاع عن وطنه من شماله الى جنوبه، ولذا فأن عصر اختزال العراق بفرد او جماعة أو عشيرة قد زال والى الأبد، لذا فأن " الخيار ما يختاره العراقيون بأجمعهم، حرب .. حرب، أو سلام سلام". اذا اتفقنا على هذا المفهوم، فنحنُ نريد أن نقف لنحلل بهدوء في هذا النهار الرمضاني، سيناريوهات أطلاق " الكاتيوشا" نحو قواعد عراقية، يُدعى أنها تضم قوات امريكية استشارية او غيرها. ولنضع بهدوء تحت مبضع التحليل الموضوعي غير المنفعل، والمرتهب من قول الحق سيناريوهات أثنين، ولنبدأ بالأول: • اذا كان مطلقو الصواريخ هذه ممن يحسبون أنفسهم على محور الجمهورية الاسلامية في ايران، فأن الجمهورية الاسلامية في ايران تخوض اليوم حوارات معلنة وأخرى سرية، والأجواء بين امريكا وبينها ترطبت كثيراً منذ مجيء الرئيس بايدن، بل ان مستوى الحوارات والتفاهم وصل مستويات ازعج حكومة الكيان الصهيوني التي وصلت حد " الزعل" من الادارة الأمريكية الجديدة، وصارت اسرائيل تتهم بايدن وإدارته بالتجاوب الواسع مع ايران وهو ما يهدد مصالحها، فما هو سبب اطلاق مثل هذه الصواريخ في العراق؟، واذا كانت القضية داخلية، فأنتم تعلمون أن الحكومة العراقية اتخذت خطوات ايجابية كبيرة من خلال الحوار الاستراتيجي وبدأت تؤتي خطواتها اكلها سريعًا من خلال جدولة شاملة لسحب القوات الأمريكية والبقاء ضمن اتفاق استشاري تدريبي طبيعي ومتعارف عليه ضمن علاقات البلدان بعضها بالبعض الأخر، وهو وصلت الاشادات بهذه القرارات الى ان يشكر زعيم تحالف البناء الحاج هادي العامري والشيخ الخزعلي رئيس الحكومة عبر وسائل الاعلام على نجاح المفاوضات في تحقيق متطلبات القوى السياسية العراقية، وهذا تصريح واضح بأن هذه القوى الاسلامية تضع الخيار بيد حكومة شرعية انبثقت من مجلس نيابي منتخب، فبماذا نبرر مثل هذه الأفعال" الخارجة عن القانون والاجماع الوطني"؟، هل هي احراج لطرف، فمن هو هذا الطرف؟. ثم أن هذه الصواريخ لا تسقط سوى على قوات عراقية متواجدة في قواعدها، فهل يجوز قصف القوات المسلحة العراقية يا ترى؟. السيناريو الأخر، وهو الى بعض الجماعات التي قد تعادي ايران وتعادي القوى القريبة منها في العراق، والتي قد تكون هي من تقف وراء هذه الأفعال غير القانونية، وهذه التصرفات المضرة بالعراق، نقول أن "هذه الأفعال التي يهدف منها خلط الأوراق، وجر الولايات المتحدة لاتخاذ رد فعل ضد ايران وحلفائها في العراق، لا يمكنها أن تشكل شيء ذي قيمة لدى الادارة الأمريكية على أية حال، فمثل هذه الصواريخ العبثية لا تشكل ضغطًا على الداخل الأمريكي وعلى صانع القرار في الإدارة الأمريكية. حيث ان القصف يطال منشآت عراقية عسكرية، وبالتالي يتسبب بأضرار واضحة للعراق وهو لن يسكت عن هذه الأفعال مهما كانت الدوافع والأسباب. واذا كانت بقصد ايقاف العجلة الحكومية المنطلقة بقوة، وتعطيل الانتخابات التي لم يتبقَ على اجرائها سوى اشهر معدودات فهذا وهم ولن يستطيع من يقف وراء هذه الهجمات تحقيقه ابدًا، في ظل اجماع وطني وسياسي شامل على اجراء الاستحقاق بموعده المقرر، وتأكيدات رئيس الحكومة على المضي بقوة نحو تخقيق الأهداف الوطنية دون رحعة، بل ودون التفات الى الخلف، أو الى الكاتيوشا! ومن يطلقها
اضافة التعليق