هل بدأ الكاظمي (سيناريو) الاستعادة مبكراً، كيف احدث اعتقال ( الكرابلة) صدمة في الأوساط السياسية العليا؟

بغداد- العراق اليوم:

شكلت الضربة القاصمة التي وجهتها  لجنة مكافحة الفساد برئاسة الفريق الحقوقي أحمد ابو رغيف، ضربة قاصمة وماحقة لرؤوس الفساد، وأدخلت الرعب في الأوساط السياسية التي بدأت تضرب ( أخماس بأسداس) خصوصاً بعد فشل الوساطات السياسية لإيقاف اجراءات اعتقال واحد من رؤساء الكتل السياسية الوازنة، الأمر الذي أستدعى من الجميع اعادة السؤال بخفية : هل فعلاً أطلق الكاظمي (سيناريو) الاستعادة لأموال العراق؟، هل فعلها الرجل حقاً، بعد أن ظن الجميع، أن الكاظمي لن يكون أشجع من غيره، فهو يلوح فقط للفاسدين من بعيد، ولا يجرؤ على الاقتراب منهم.

لكن الحقيقة "الصادمة" للبعض، والتي أصبحت اليوم واقعاً، هي أن الكاظمي فعل ما لم يفعله جميع نن سبقه، وجاء بالفاسدين وانداً باد الآخر، وإن جدار برلين الذي اختبأ خلفه الفاسدون الكبار سقط، وبدأت تظهر علامات الخوف والذعر واضحة، وسط حديث عن استعداد رأسماليين كبار، وسماسرة و" ملاجة" للهروب من بغداد، وأيضاً مع تنامي الحديث عن تصاعد حملة الاعتقالات التي ستطال رؤوساً لطالما افسدت وهي مرتاحة الضمير!.

اليوم يعيد الكاظمي رسم ملامح مشروع مكافحة الفساد، ويضعه لأول مرة منذ 2003 على السكة الصحيحة، ويبدأ فصلاً صعباً وعسيراً للمحاسبة والمساءلة، ويمكن أن تتوسع شبكة ابو رغيف لتطال الصغار والكبار من الفاسدين، ولا مهرب ولا مناص، خصوصاً مع حديث تسرب عن ارتياح في الأوساط الدينية العليا في العراق، وأيضاً تفاعل شعبي منقطع النظير، وبدء الحديث علانية وبلا تردد عن أن حرباً حقيقة يشنها رئيس الوزراء الفاسدين، وأن الكاظمي لم يعد يستخدم أشارات او كنايات، فقد بدأت العملية تأخذ مسار الوضوح الكامل، وتمت لأول مرة تسمية الأشياء بمسمياتها.

المعلومات تشير ايضاً الى أن " عملية اصطياد الحيتان بدأت بأستراتيجية مغايرة، فعملية المحاصرة والتجفيف، وتقليص مساحة الحركة لهذه الحيتان من خلال الإيقاع بمن يحيطون بهم، سهلت العملية جدًا، وأن ستراتيجية ابو رغيف في مكافحة الفساد غير مسبوقة، حيث بدأ بالإطاحة بالشبكات المحيطة وصولاً الى مركزها، وهو ما يعني أن موجات الفساد ودوائره ستبدأ بالتساقط التدريجي والمتسارع بشكل غير مسبوق".

مصادر سياسية تحدث عن مساع لتطويق عمل لجنة ابو رغيف او انهاء دورها من قبل بعض القوى السياسية التي تشعر انها ليست بمأمن من المساءلة، لكن هذه المساعي تصطدم بدعم غير مسبوق جداً من قبل غالبية اعضاء مجلس النواب الذين بدؤوا يعبرون عن تفاعلهم العلني مع اجراءات اللجنة، بل وتطوع الكثير منهم لتسليمها الكثير من الملفات والأدلة والقرائن التي جمعوها من خلال عملهم الرقابي، ولربما ستكون هذه الملفات ضمن جدول لجنة ابو رغيف قريباً جداً".

علق هنا