دعوا الرجل يعمل .. الحلقة الثانية: كيف اعاد الكاظمي هيبة القوات المسلحة مجدداً، وماذا قال الشابندر عن (هيبة الجيش)؟

بغداد- العراق اليوم:

واحدة من اهم المشاكل والمعضلات التي واجهت الدولة العراقية، هو ضعف اداء بعض الاجهزة العسكرية والأمنية بسبب النفوذ الحزبي والسياسي بداخلها، حيث أصبحت هذه المؤسسات مرتعاً لتصفية الحسابات الشخصية او السياسية، وأفقدتها  الصراعات الداخلية والخارجية هيبتها، فكان التحدي  امام حكومة الكاظمي هو كيفية إيقاف هذا التدمير الممنهج للقوات المسلحة والأمنية بشتى صنوفها، وهل تستطيع الحكومة ابعاد النفس السياسي والحزبي الذي فرض نفسه على كل مؤسسات الدولة عن القوات المسلحة والأمنية، لاسيما ان البعض يطالب علانيةً بتقاسم مؤسسات الشرطة وفرق الجيش العسكرية ورئاسات بعض الأجهزة.

بما في ذلك جهاز المخابرات الوطني!

والمعلوم أن الكثير من دول العالم بل اغلبها، بما فيها الاكثر ديمقراطيةً تمنع وتحظر النشاط السياسي بكل انواعه على العاملين في الحقل العسكري والأمني، وتمنع أيضاً العاملين في الشؤون السياسية من الزج بأنفسهم في شؤون الحقل العسكري والأمني كي يقطع ويمنع اي خرق لأداء الجيش او الشرطة او توظيف قدراتها خارج هدفها المتمثل بضبط الأمن الداخلي، وحماية الوطن وحدوده ومصالحه.

للأسف الشديد، كانت السنوات الماضية حافلة بالتدخلات ومحاولات التأثير على القوات المسلحة او الأمنية، وأن كانت بعض هذه المؤسسات أبدت ممانعة ذاتية ورفض لمثل هذا التدخل، مع ان الجميع كان يطلب بأبعاد التدخلات عن هذه المؤسسات دون جدوى او استجابة، لكن الكاظمي وحكومته كانوا الأكثر قدرةً وتنظيماً وعزيمةً على استعادة قوة المؤسسات العسكرية والأمنية وابعاد اي تدخلات خارجية في عمل اجهزة الدولة.

وبالفعل لمسنا خلال الأشهر الماضية عملاً عسكرياً وامنياً منظماً ورائعاً، ولا نقول متكاملاً، لكنه عمل يجب أن يشار له بالبنان، ناهيك عن التغييرات الجوهرية الواسعة التي أجراها وطبقها الكاظمي في وزارتي الداخلية والدفاع أو في باقي الأجهزة الأمنية العاملة ضمن قيادة مكتب القائد العام للقوات المسلحة، ورأينا استعادة الجيش العراقي لرونقه، واصحبت ثقة المواطن مضاعفة بالأجهزة الأمنية والاستخبارية والمخابراتية التي مثلت حصناً حصيناً للوطن، ورأينا اختفاء التصريحات الطائفية حول الجيش او الشرطة او حتى التشكيلات الساندة، فرئيس الوزراء وضع نصب عينيه أن تعمل الأجهزة بمهنية وانضباط عال، ومنع أي تصرفات أو محاولات تأثير حزبي أو سياسي، وبدأ الجيش العراقي يتخذ خطوات ممتازة في الانتشار ضمن مناطق عملياته المحددة، ولمسنا اداءً نوعياً لقوى الأمن الداخلي في مكافحة الجريمة والتخريب والتدمير مع تصاعد مؤشر وملحوظ في اداء الاجهزة المخابراتية والاستخبارية في تنفيذ عمليات نوعية ضد الأرهاب ورؤوسه.

إن هذا التطوير النوعي والكمي في عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية يؤشر بوضوح الى نجاح حكومي في فرض منطق المهنية العسكرية الخالصة وابعاد التدخلات.

لذا فأن المراقبين يأملون ان يستمر اداء  القيادة العامة للقوات المسلحة بهذا النسغ المتصاعد والوتيرة العالية لبناء قوات امنية وعسكرية مهنية.

وتأكيداً على ماذهبنا اليه، يؤيدنا في هذا السياق الكاتب والمفكر العراقي، غالب الشابندر، متساوقاً مع النظرة التي اشرنا لها، حيث قال في برنامج حواري مع هيفاء الحسيني،" ان الكاظمي استطاع استعادة دور الجيش العراقي وهيبته مجدداً ضمن ما حققه من انجازات خلال فترة حكومته".

علق هنا