من أخر نقطة في العراق، الكاظمي يعلن: لن أتراجع عن مطاردة الفاسدين و60 مليار دولار بحوزتنا الآن، وخليجي 25 عراقي !!

بغداد- العراق اليوم:

ليست زيارة تقليدية، تلك التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي الى محافظة البصرة منذ الصباح الباكر، بل هي خارطة عمل يطلقها الرجل من اخر نقطة من أرض العراق، ومن مياهه الإقليمية، حيث وصل الكاظمي ميناء الفاو، ليعلن من هناك انطلاق العمل بانشاء اكبر ميناء في الشرق الأوسط، ومن المؤمل ان يحول العراق الى قبلة تجارية واقتصادية دولية، وليكشف الكاظمي أن أولى خطوات حكومته بعد اقرار موازنتها المارثونية، تفعيل مشاريع من العيار الثقيل، كهذا المشروع الذي وصفه الكاظمي بأنه المشروع الذي انتظرته البلاد طويلًا.

"الميناء سيوفر فرصاً كبيرة للعراق ويعزز مكانته الجيوسياسية في المنطقة والعالم، وسيخلق فرص عمل كثيرة لأهل البصرة وباقي المحافظات، ويساهم في تطويرها" هكذا يقول الكاظمي من البصرة.     

وأشار إلى أن " الكثيرين راهنوا على إفشال المشروع ونشروا إشاعات عدة لإحباط الشعب، ولكن المشروع ينطلق اليوم رسمياً، بعد إن إنتهينا من مراحل التخطيط والمفاوضات وموّلنا المشروع من موازنة هذا العام".     

ولفت رئيس الوزراء إلى ان "مشروع الفاو الكبير ليس فقط للبصرة، بل هو مشروع استراتيجي يسهم في تطوير واعمار جميع محافظات العراق، ويجعل من البلد جسراً إقتصادياً يربط مختلف بلدان المنطقة".

 لم ينهِ الكاظمي جولته من الفاو ومينائها العظيم القادم، بل ذهب ابعد الى حقول النفط، حيث منجم الذهب العراقي الأسود، ومورده الأساس ليضع حجر اساس اخر لمشاريع تطويرية لهذا القطاع، بما يؤمن  مستقبلاً واعداً للعراق بين منتجي البترول الكبار.

الرجل الذي يريد للعراق أن يلعب مع الكبار، وان يعود للساحة الدولية كقوة اقتصادية تمتلك قرارها الوطني، وتمسك بمصالحها المتشابكة وفق رؤية خالصة من إجل صناعة غد أفضل لها، ولمحيطها.

الكاظمي وضع ايضاً، حجر الأساس لمشروع وحدتي تحسين البنزين الرابعة ( CCR)، وهدرجة النفثا (NHT) في محافظة البصرة؛ وذلك ضمن اعمال هيئة مشاريع الجنوب في شركة المشاريع النفطية بوزارة النفط.

وأكد حرص الحكومة وجديتها على تطوير الصناعات النفطية في العراق؛ كونها من الركائز المهمة للاقتصاد العراقي وتنميته، فضلا عن مساهمتها في زيادة الإيرادات المالية.

وفي السياق ذاته، وضع رئيس مجلس الوزراء حجر الأساس لمشروع(fcc) لشركة مصافي الجنوب؛ لتعزيز قدرة إنتاج البنزين المحسن.

هذه المشاريع النوعية تعكس مزاجاً وفهماً اخر لحكومة العراق الحالية، التي يبدو أنها تعرف من أين تؤكل الكتف، وتعرف جيداً ان العراق لم يعد بحاجة الى بناء ترسانة حرب، بل بحاجة لبناء قوة اقتصادية واخرى ناعمة، تكسب هي بدورها أي اشتباك او صراع دولي.

اذن، الكاظمي يريد ان يدخل العراق من بوابة الاندية الأقتصادية العالمية، ويضعه في موقعه الصحيح، بعد سنوات من الحكم اللا رشيد، والأدارات السياسية الفاشلة او الهرمة!.

وهكذا يفصح الكاظمي عن سياسته التي بدت غير مألوفة في حلبة الصراع السياسي الذي مله العراقيون وسئموا من تفاصيله المريعة، وها هو الرجل يقول ان العراق لا يقاد بفصل الاقتصاد عن الحياة، بل ان العراق يجب ان يكون عراقًا اقتصادياً في كل مفاصله.

في هذا السياق، يكشف رئيس الوزراء العراقي من البصرة ايضاً، عن ارتفاع نوعي في كمية الاحتياطي الفيدرالي من النقد الاجنبي لدى خزائن البنك المركزي العراقي، بعد ان ارتفعت خلال الربع الاول من 2021 قرابة التسعة مليارات دولار، مما يعزز فرص بناء اقتصاد قوي قادر على الصمود.

الكاظمي الذي قلنا فيما سبق انه نجح في تجنيب العراق المآل اللبناني المأساوي بعد ان انهارت الدولة، ها هو يمضي قدماً في مشروعه بتعزيز استقرار البلاد مالياً، والدفع بها الى حيث تستحق.

علق هنا