العراقيون يشاركون جيشهم في معركة الموصل على "تويتر" و"فيسبوك"

بغداد- العراق اليوم: في ساعة متأخرة من ليل الأحد الماضي اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق معركة الموصل بعد طول انتظار، وبدأ العراقيون استعداداتهم أيضاً للمعركة ولكن اعلاميا عبر هاشتاغات غزت مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات.

وربما ستكون معركة الموصل هي الأولى التي تشهد توحد العراقيين جميعا، فالجميع يتمنون تحرير المدينة في اقرب وقت، استعدادا للاحتفال بهزيمة المتطرفين على أرضهم بعد عامين من سيطرتهم على ثلث مساحة البلاد.

عشرات الهاشتاغات انتشرت سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي في فيس بوك وتويتر ضمن حملة إعلامية اطلقها ناشطون مدنيون لدعم معركة تحرير الموصل، والاستعداد للحرب الالكترونية سيبدأها "داعش" قريبا عبر نشر أخبار وصور ومقاطع فيديو تحوي عمليات قتل عنيفة تؤثر على معنويات العراقيين.

ومن ابرز الهاشتاغات التي انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية (#فوج_الموصل_الالكتروني)، (#رسائل_إلى_الموصل)،(#الموصل_لكل_العراقيين)،(#وصلنا_الموصل)، (#الموصل_طبلها_الجيش)، (#خلية_شباب_نينوى)، و(#بالموصل_موعدنا).

واستحوذت هذه التغريدات وفق موقع "نقاش"، على المراتب الأولى في تريند توتير، ووصلت الى اكثر من 100 الف تغريدة خلال ايام قليلة، وساهم غالبية العراقيين وخصوصا من الشباب على نشر هذه التغريدات حتى على المنشورات التي تتناول قضايا اجتماعية او ثقافية والهدف هو نشر الهاشتاغات بسرعة.

موقع فيسبوك هو الاكثر شعبية بين العراقيين بينما لا يلقى تويتر رواجا كبيرا، ولكن منذ مطلع العام الحالي بدأوا بإنشاء حسابات على تويتر بعدما لفت انتباههم ان تنظيم "داعش" ومناصريه ينشطون اكثر على توتير، ونجح العراقيون في منافسة تغريدات المتطرفين خلال معارك سابقة في تكريت والفلوجة.

قبل انطلاق المعركة بأيام قليلة  عاد الناشطون العراقيون الى التحشيد لحملة إعلامية جديدة استعدادا لمعركة الموصل، وقامت بعض الصفحات بتعليم العراقيين كيفية إنشاء حسابات على توتير والحصول على اكبر عدد من المتابعين، وطريقة نشر تغريدات موحدة لتغزو توتير.

"الخوة النظيفة" احدى هذه الصفحات، وهي من الصفحات المشهورة بين العراقيين على فيسبوك، ويديرها مجموعة من الشباب من كافة المدن العراقية، وبدأت بالترويج الى استخدام تويتر عبر منشورات تدعو العراقيين إلى المشاركة في الحرب الإعلامية المقبلة.

الحملة الاعلامية على تويتر وفيسبوك تسعى لدعم القوات الأمنية، ومحاربة مقاطع الفيديو والصور التي سينشرها "داعش" عن المعركة، وغالبا ما يقوم المتطرفون بنشر مقاطع فيديو قديمة او كاذبة لمعارك سابقة ضمن نشاطه الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الآلاف من عناصره ومناصريه.

فنانون ورسامون ومثقفون انضموا الى الحملة الاعلامية استعدادا لمعركة الموصل، ونشرت العشرات من القصائد والقصص القصيرة حول معاناة اهالي الموصل المحاصرين منذ سنوات، بينما رسم البعض كاريكاتورات لدعم الجيش والوعيد من تنظيم "داعش" وزعيمه ابو بكر البغدادي.

وقبل أيام أعلنت هيئة "الحشد الشعبي" عن اطلاق حملة اعلامية استعدادا لمعركة الموصل، وقالت في بيان "ان الحملة تطوعية وستكون الأكبر في العراق وسيشارك فيها نحو 500 إعلامي، غالبيتهم سيرافقون القوات الامنية خلال المعارك".

واضافت ان "10 آلاف ناشط عراقي على مواقع التواصل الاجتماعي سيشاركون في هذه الحملة عبر نقل الاخبار الحقيقية والانتصارات التي تحققها القوات الأمنية، ومنع نشر الشائعات التي سينشرها المتطرفون خلال المعركة".

وغالبا ما يقع العراقيون في فخ الاخبار الكاذبة عبر نشر معلومات وصور ومقاطع فيديو كاذبة تثير النقاشات الطائفية بين العراقيين مثلما حصل في الاشتباكات التي جرت بين "الحشد الشعبي" والبيشمركة في مدينة طوزخورماتو، ومعارك الفلوجة وتكريت والرمادي.

وأيضاً تداول العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي موقعا الكترونيا خاصا لوضع الحسابات التي يشتبه بانها تعود الى تنظيم "داعش" او مناصريه او اي شخص يقوم ببث الشائعات خلال المعركة من اجل ايقافها، وسميت الصفحة التي تستخدم للمرة الاولى باسم "مكافحة الإرهاب الالكتروني".

الإرهاب الالكتروني بات ظاهرة عالمية لنشر الأفكار المتطرفة، موقع تويتر اعلن في اب (اغسطس) الماضي عن ايقاف (360) الف حساب منذ حزيران (يونيو) عام 2015 كجزء من حربه ضد نشر كل ما يشجع الإرهاب.

ويسعى العراقيون الى محاربة "داعش" إعلاميا على طريقتهم لانهم اكثر الشعوب في العالم وقعوا ضحية الحرب الاعلامية الالكترونية، فتنظيم "داعش" احتل العديد من مدنهم في عام 2014 بواسطة الشائعات، ولكنهم اليوم يستعدون جيدا لمعركة الموصل.

علق هنا