لماذا ذكر الكاظمي ( السيل الجارف) في كلمته امام قادة جهاز مكافحة الأرهاب، ومن هو حصان طروادة الذي دخل داعش عبره ارض العراق؟

بغداد- العراق اليوم:

وسع رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي في كلمته التي القاها في المؤتمر العلمي لجهاز مكافحة الأرهاب، من مهام وصلاحيات هذا الجهاز الحساس، وعملَ بشكل واضح على أسناد المزيد من المهام الوطنية الملقاة على عاتق هذه المؤسسة العريقة، حيثُ أراد الكاظمي ان يقول بصراحة أن " كل حلقات استهداف العراق، هي أرهاب يحتاج الى جهاز قادر وكفوء كهذا ليقف بوجهه".

الكاظمي الذي وضع الكثير من النقاط على الحروف في كلمته المكتنزة رغم ايجازها، أشار بوضوح الى أن البلاد تواجه ملفات عدة، ليس داعش أقلها، ولكنها تغلبت على هذا " الوحش" الكاسر، وبقيت تكافح أذنابه، كما أن الفساد والتدخل الاجنبي وتغلغل العناصر التخريبية في مؤسسات الدولة، كانت بمثابة ( حصان طروادة) التي أدخلت عبرها تنظيم داعش الذي أسقط المدن والمحافظات، وأنهارت امامه الكثير من القوات الأمنية التي لم تكن مهيئة كما ينبغي للتصدي لمثل هذا الاختراق.

الكاظمي أكد أن العراق الآن، ليس ذلك، العراق الذي يطارد داعش في الفلوات والكهوف، ويصطاد عناصره بضربات محكمة، عبر عمليات نوعية بشهادة دول العالم، وأخرها السيل الجارف الذي اسقط ثاني أخطر رجل في العالم وفي تنظيم داعش الدولي، أكد أن " العراق لن يتوقف عند مطاردة الوحش فقط/ بل سيعمل على استئصال حصان طروادة، ومنع مسببات النكسات مهما كانت، لذا بدأ بعمل وطني عالي الهمة، وعالي الزخم ايضاً، لمكافحة الفساد وتهريب العملة، وايقاف نزيف الأقتصاد الوطني، وضبط المنافذ الحدودية، والضغط الأقصى على السلاح على خارج مؤسسات الدولة، وتقويم المؤسسات العسكرية والأمنية التي تعمل بكل قوة الآن في سبيل منع أي انتكاسات أو تراجع".

كلمة القائد العام اليوم لا تشببها كلمات القيت في مثل هذه المناسبات، بل هي أيذان حقيقي ببدء عصر الدولة، وأفول عصر الجماعات، وخفوت نجم التفوق على الدولة من أي طرف، لا أحد فوق الدولة، ولا احد آمن من ان تطاله يد العدالة.

الكاظمي الذي نزع فتيل قنابل الطائفية والقومية، ها هو يؤكدها صريحة واضحة، أن " لا مكان للأرهاب في مستقبل العراق، ولا موقع للفساد ومريديه في غد هذا الشعب المتطلع، ولا يمكن أن يمضي العراق بساق كسيرة ابدًا، ولن يبقى العراق أسير التجاذبات الدولية او مرتهن لقرار العواصم القريبة او البعيدة مهما كان شكل العراق".

تذكير مهم ايضاً ضمنه الرجل في كلمته، حين توجه للعراقيين كافة، بالتأكيد على أنهم بدمائهم الزكية، وبتضحياتهم وثباتهم صنعوا نصرهم، وان العالم مهما وقف وساند ودعم لم يكن ليستطيع ان يفعل شيء يذكر لولا همة العراقيين وقدرتهم، فلا احد له فضل على العراق واهله، بل ان للعراقيين الفضل والكأس المعلى على كل العالم الذي ما كان له ان يكون بأمان لو لا هذه المواجهة الحاسمة".

علق هنا