دبلوماسية الكاظمي تنتصر وتحقق انسحاب القوات القتالية الأمريكية من البلاد، دون ضجيج " وكاتيوشا " !

بغداد- العراق اليوم:

أدار رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أمس الأربعاء، الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الشامل مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن طلب العراق رسمياً من الأدارة الأمريكية المضي بهذا المشروع، وأستمرار مباحثاتهما المشتركة من إجل وضع تصورات مشتركة بين الحليفيين اللذيّن يرتبطان باتفاقية اطارية وأستراتيجية مصدقة من مجلس النواب العراقي.

استجابت الأدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة الرئيس بايدن لطلب حكومة الكاظمي، وأدارت الجولة المهمة من المفاوضات ليثير الكاظمي ملف تواجد القوات الأمريكية في البلاد بشكل صريح، وخصوصاً القوات المقاتلة منها، مع أن العدد الكلي لا يتجاوز الـ 2500 جندي، لكن الرجل بدا مصراً على أن يستكمل مشروع اخلاء البلاد من أي وجود قتالي اجنبي ومن جميع الأطراف، مع الابقاء على بعض الاستشاريين والفنيين الذين يقومون بعمليات تدريبية ولوجستية في دعم القوات المسلحة العراقية التي اصبحت تتطور بشكل لافت في ملفات الأمن والاشتباك والجهد التقني والاستخباري فضلاً عن الانتظام الإداري والضبط المعنوي، وهو ما يؤشر الى ان مرحلة الاستكمال شارفت على بلوغ اهدافها الاستراتيجية، وأن البلاد ستنعم اخيراً بقوات مسلحة محترفة، وذات ولاء وطني، وأيضاً قادرة على منع نكسات مشابهة لتلك التي حصلت في 2014 وكلفت البلاد المزيد من الدماء وخسائر مادية عظيمة.

الحوار الاستراتيجي الذي قاده الكاظمي، افضى الى الاتفاق على سحب القوات الأمريكية المقاتلة من البلاد، وارجاء هذا الأمر الى لجان فنية عسكرية متخصصة تبدأ تنظيم هذا الأمر الذي لن يطول على الأرجح.

اليوم يثبت الكاظمي وفريقه العامل معه القدرة مجدداً على المضي بالحوار الى اقصى مداه، وأن يحول هذه الوسيلة المحورية الى أداة كسب فاعلة في المشهد السياسي والدولي، لاسيما أن العراق خرج للتو من عزلة مؤرقة وطويلة، وأصبح يتمتع بحلفاء قادرين على مساعدته عند الحاجة، فضلاً عن نجاحه في تحييد نفسه عن الاشتباك الحاصل في محيطه، وهذا الأمر كله، يعزى بشكل صريح لجهود رئيس وزرائه الذي يدير العملية بحنكة ودبلوماسية متقنة.

يستثمر الكاظمي اليوم في تحسن صورة العراق الدولية، ويراهن على عقلانية الخطاب السياسي الذي تنتجه الدولة العراقية، ويحاول ان يدفع بالمزيد من الحوارات الى الامام، لاسيما في معالجة التقاطعات التي تبدو جوهرية ظاهراً، لكنها في العمق قابلة للحل، اذا ما وجدت لها ارضية ذات مصداقية وموثوقية جيدة.

ان لغة الدبلوماسية التي تنتصر اليوم في العراق، دليل أخر على أن الرهان على ادامة الصراع، والمضي قدماً في تهشيم الأمن الهش في الأساس لصالح افكار واجندة راديكالية لن تنتهي بالسلام ابداً، بل ستنهي بالكوارث والحروب والويلات، في بلاد لا تزال تدفع فواتير النظام السابق الذي حول المنطقة الى جحيم مشترك غير قابل للهدوء الا بزواله هو ( اي نظام صدام)، ولكن الكاظمي يعمل بقدرة عالية من اجل ان يبعد العراق من الوقوع بهذا الفخ مرةً اخرى، بالمزيد من العمل السياسي المثمر، والمزيد من بناء العلاقات مع العالم الحر، بعيداً عن لغة الكاتيوشا التي لم تجد نفعاً وفائدة للبلاد .

علق هنا