الناطور على خطى الملا عبود الكرخي يكتب: (خلو الكاظمي يشتغل)

بغداد- العراق اليوم:

أوضح الكاتب العراقي المشهور بالناطور، أسباب التفاؤل الذي يعيشه شخصيًا بعد ان تابع جولات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الأخيرة، مؤكداً في مقالة نشرها باللهجة العامية العراقية التي يتقنها، أن العراق من حقه أن يجرب رئيس وزراء يعمل بذكاء وحكمة بعيدًا عن الخطب الرنانة والعنتريات الفارغة

ولأهمية وجهة النظر هذه يعيد (العراق اليوم) نشر المقالة التي تذكرنا بمقالات الملا عبود الكرخي ومقالات الكتاب العراقيين السابقين الذين استخدموا المفردة الشعبية الجميلة وصياغاتها في التعبير عن وجهات نظر سياسية غاية في الأهمية.. اليكم نص المقال:

تعودنا نحن العراقيون على الحالة الثورية، فإذا وجدنا رئيس يخطب بحماس ويهدد، نفرح ونقول عنه (سبع). لكن هؤلاء (السباع) طول الفترة الماضية لم يصنعوا شيئاً يخدم المواطن العراقي.

خلونا نحسبها عدل هذه المرة، مصطفى الكاظمي جاء الى الحكم بدون كتلة ولا حزب، يعني بطرك روحه. وكان وضع البلد خراب بخراب، تظاهرات وكورونا وخزينة فارغة ومشاكل سياسية وقطيعة مع الجوار العربي وسعر النفط بالنازل، يعني كسر بجمع جاء الى الحكومة والعراق منهار كدولة.

الرجل كان واقعي، ما رش علينا وعود، ولا ثبرنا بالخطابات النارية، وكان صادق بكونه مستقل ويريد يؤدي مسؤوليته ويخدم هذا البلد وشعبه.

بصراحة أنا كنت ما أرتاح له، باعتباري سياسي قديم فما أقنع إلا برئيس وزراء تفصال على ذوقي مثل بقية أبناء الرافدين عبر التاريخ، ماكو واحد يعجبهم، لو يخافون منه ويسكتون، لو ينتقدون من الصبح الى الليل.

لكنني بعد أن رأيت حركة رئيس الوزراء في الفترة القصيرة، أصبح من الانصاف أن أغير رأيي فيه. فالكاظمي أزال القطيعة والانغلاق العربي على العراق، وهذه نقطة مهمة جداً يجب ألا نستهين بها. لأن مستقبل العراق الداخلي لا يمكن أن يتحسن إلا بتحسين علاقاته الخارجية، والكاظمي نجح في الخطوة الأولى وفتح الأبواب المغلقة، وكسب ثقة المحيط الإقليمي والدولي. وبحسابات السياسة، فهذا مكسب كبير جداً لأن الكثير من الرؤساء رغم ذكاءهم وحنكتهم لم يستطيعوا أن يكسروا الحواجز الخارجية عن دولهم.

عالم اليوم يريد رئيس دولة منفتح حتى يتعاون معه المحيط الدولي، ولا يريد رئيس دولة (سبع) يخطب خطب نارية ويهدد ويتوعد، فمثل هذا النموذج انتهى دوره من التاريخ لأنه مشروع فشل ومشاكل لا يخدم الوطن.

مصطفى الكاظمي ماشي خوش مشية الى الآن. خلونا يا جماعة الخير نتفاءل، فهذه خطوات أولى تبشر بالخير. وبصراحة الرجل مو سهل، يعني عنده ذكاء مخابراتي يعرف شلون (يجعوج) بقية الرؤساء والحكام. بس هو الناعم يشتغلها، وهاي بمصلحتنا طبعا، احنه نريد اللي يخلي بالسلة عنب. وان شاء الله يجينا العنب بس شويه صبر اخوتي.

ويجب أن نلاحظ أن الكاظمي انفتح على علاقات معقدة ومتداخلة في المحيط الإقليمي ودول الجوار، لكنه استطاع ان يوازنها بزياراته وعلاقاته مع إيران وتركيا والأردن ومصر ودول الخليج. مع العلم أن هذه الخبطة من الدول بينها حساسيات معروفة، لكن الكاظمي لعبها صح وجاب نقش، خلونا نتفاءل كافي ضيم.

علق هنا