بغداد- العراق اليوم: "منذ انتخابات 2018 الأخيرة والقوى السياسية السنية تتشظى، وتواصل هذا التشظي والتفكك على قاعدة ( البندقية التي تتبدل من كتف لاخرى مدفوعة بالبحث عن مصالحها الذاتية)، اذ لا ضابط ولا رابط يمكنه ان يتحكم بالمزاج السياسي السني الذي بات هو الأخر، ساحة لتقاسم النفوذ الخليجي في محور الامارات – السعودية ومحور قطر – تركيا، فيما تتهم بعض القوى بالقرب من ايران والفصائل الموالية لها"، بهذه الكلمات يلخص سياسي سني، شغل منصباً في الدولة العراقية فيما مضى، مؤكداً أن " المشهد القادم لن يكون أفضل بكل الأحوال". مستقبل تحالف القوى المعلوم أن تحالف القوى العراقية، هو مزيج من القوى السنية التي اتحدت لتمثيل محافظات العراق ذات الطبيعة السنية، وهي نينوى، الانبار، صلاح الدين، ديالى، وجزء من بغداد، وتألفت من متحدون للإصلاح بقيادة رئيس البرلمان الأسبق اسامة النجيفي، و الجماهير العربية بقيادة احمد عبد الله الجبوري ، والوفاء للأنبار، وديالى هويتنا، وغيرها من القوى السنية الصغيرة، لكن هذه الجبهة التي ضمت قرابة الخمسين نائباً في مجلس النواب من إصل 329 نائباً، سرعان من تشظت هي الأخرى، وظهر محور أخر، سُمي بالمحور العربي بقيادة خميس الخنجر، وهو رجل أعمال نافذ مقرب من قطر، وانضم لاحقاً لتحالف البناء الذي يضم فصائل الحشد الشعبي والفصائل السياسية الشيعية ذات التوجه الراديكالي القريب من السياسات الإيرانية كما يوصف. الحزب الاسلامي السني.. غياب كالحضور يعد الحزب الاسلامي السني ( واجهة جماعة الأخوان المسلمين في العراق) من ابرز القوى السياسية السنية التي نشطت بعد 2003، ولكن الحزب واجه تراجعاً خطيراً في مستوى التأييد الشعبي له في المناطق السنية، واضطر في انتخابات 2018 الى ان يتحالف مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وحصل على قرابة الخمسة مقاعد ضمن ائتلاف النصر، ولا يزال الحزب يعاني الانشقاقات والخروج عن سياساته، لاسيما بعد انشقاق نائب الامين العام له، رئيس مجلس النواب الأسبق سليم الجبوري عنه. الخنجر والكربولي .. الهوية العراقية ! مصادر سياسية سُنية قالت لـ ( العراق اليوم)، أن " تفاهمات أولية لا تزال في طور النقاش وخوض التفاصيل جمعت رجل الأعمال خميس الخنجر، والذي اصبح الآن يملك امبراطورية اعلامية مؤثرة، مع رجل الأعمال جمال الكربولي الذي يملك عدداً جيداً من النواب عبر كتلة الحل، وبدأت هذه الحوارات باستقطاب زعيم حزب الجماهير العربية في صلاح الدين أحمد عبد الله الجبوري (ابو مازن)، وكتلة صقور صلاح الدين لغرض الانضمام. واضافت " أن هذا التحالف سيكون مؤثراً لو تم، حيث سينافس التحالفات السنية الأخرى، وسيشكل قوة سياسية مهمة في انتخابات 2021 المبكرة". تقدم الحلبوسي.. الى أين ؟ برز اسم محمد ريكان الحلبوسي بعد 2018 كواجهة سياسية سنية شابة، لاسيما بعد أن انضم الى تحالف البناء الذي يقوده هادي العامري، والذي تولى ترشيحه لمنصب رئيس مجلس النواب العراقي، الا أن مصادر سياسية قالت لـ ( العراق اليوم)، أن" الحلبوسي أسس مع محمد الكربولي (انسحب لاحقًا) حزب تقدم في المناطق السنية وقرر ان يخوض عبره انتخابات 2021، ولكن الانسحابات وضعف معرفة الشارع السني بتوجهات هذا الحزب، قد تدفع الحلبوسي الى خوض الانتخابات متحالفاً مع تيار الحكمة الوطني بقيادة عمار الحكيم. النجيفي والضاري وحسابات الحقل والبيدر! يحاول رئيس مجلس النواب الأسبق، والرجل السني الثري المقرب من السياسات التركية، اسامة النجيفي ان يستعيد موقعه السياسي المؤثر، وأن يكسر عزلته التي فرضتها متغيرات 2018، ولاسيما بعد انهيار تحالف الاصلاح الذي عقده مع مقتدى الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي، لذا بدأ بالبحث عن شركاء جدد، ووجد ضالته هذه المرة مع جمال الضاري، السياسي السني القادم من الاردن والذي يبحث عن دور سياسي له، لاسيما وأنه يمثل اجندة الاقلمة في المناطق السنية ومشروع خاص. وتقول مصادر مطلعة، أن "الاثنين اتفقا على تشكيل "المشروع الوطني للأنقاذ" ليكون واجهة جديدة بديلة عن الاخوان المسلمين الذين اختفوا من المشهد السياسي بعد سنوات من الحضور الطاغ". اياد علاوي .. وداعًا ( ابا حمزة)! كان اياد علاوي ( الشيعي) اكثر الساسة العراقيين الذين يحظون بالدعم والثقة في الشارع السني، وكانت تحالفاته الانتخابية دائماً ما توصف بأنها ( رأس شيعي لجسد سني) وشكل الرقم الأصعب الذي حيرّ القادة السنة عن الشعبية التي تحظى بها قوائمه السياسية المختلفة لدى الجمهور الشيعي، لكن المعطيات الآن تشير الى أن "علاوي اصبح تقريباً خارج حسابات الناخب السني الذي لم يجد ما يثيره ليعيد الكرّة وينتخب علاوي وقائمته مجدداً، لذا سيكون علاوي ابرز الخارجين من اللعبة، لكنه استبق هذا كله معلناً وهو يدخل بوابة عامه الثمانين انه سيغادر المشهد الانتخابي هذا العام.. وللحديث صلة .. انتظرونا..
*
اضافة التعليق