ماذا شاهدت الصحافية (أروى دايمون) في الجانب الأيسر للموصل بعد التحرير؟

بغداد- العراق اليوم:

أروى دايمون، مراسلة الـ "سي أن أن" الامريكية، تذهب إلى جزء الموصل الذي تحرر حديثا من داعش وتدخل إلى سجون التنظيم ومصانع أسلحته، لكنها ترى أيضاً الأسواق المزدحمة وعودة الأطفال إلى المدارس.

الأطفال يلعبون في شوارع حي ليس كسواه، على بعد خطوات من منزل سكني كان المقر المحلي لداعش..

كان هذا المركز الأمني. ذاك هو المكتب، والطابق العلوي حولوه إلى سجن.. إنه مخيف حقاً..

صرخات أولئك الذين سجنوا هنا مازالت تطارد الجيران، لكنهم يخافون من الظهور أمام الكاميرا.

في المنطقة الصناعية كان داعش يصنع أسلحة خاصة به من الصفر تماماً، ومن ثم يخبئ المخزونات الاحتياطية في أماكن مختلفة من المدينة.

حتى أن جنود مكافحة الإرهاب وجدوا طائرة بُنيت جزئياً.

وجدوا هذا داخل المنطقة الصناعية إلى جانب بعض الكتيبات. الطائرة مركبة بشكل مبدئي، ولكن هذا يحتاج لمستوى معين من الخبرة والإبداع والبراعة. وقد ركبوا أنواعا من أجزاء مختلفة، واستخدموا الغراء أيضاً لإصلاح بعض الأسلاك ووضعها في مكانها.

إلى الشمال، عربات همفي خشبية تحت الإنشاء، في ما يبدو كمصنع ألعاب خشبية للأطفال.. داعش يستخدم هذه للتفخيخ..

في الشوارع هناك شعور عام بالراحة.. فلا يجب على النساء ارتداء النقاب بعد الآن، وبإمكان الرجال حلق لحاهم، والهواتف المحمولة والسجائر، التي كانت محظورة في وقت داعش، أصبحت معروضة في المتاجر.

لكن الجو العام الطبيعي في بعض المناطق يتناقض مع الصدمات النفسية التي واجهها السكان.

افتتحت المدارس مجدداً لأول مرة منذ أكثر من عامين.. الأطفال متحمسون للعودة واستئناف تعليمهم.

“وضع داعش السكاكين في أيدينا.” يخبرني مصطفى، في الرابعة عشر من عمره، “عندما علم والديّ، أخرجاني من المدرسة.”

قد تكون براءتهم قد نُهبت منهم، لكن حماسهم للحياة والمستقبل ما زال موجوداً.

الفتيات الصغيرات أحطن بنا، وتصارعن على الاهتمام مثل باقي الأطفال.. إلا أن أصواتهن الناعمة تنطق بعبارات صادمة..

“قطعوا يد رجل” قالت فتاة.

وثانية تقول إنهم جلدوا والدها خمسين مرة لأن بنطاله لم يكن بالطول المطلوب.

بعض الجراح هنا سوف تلتئم.. لكن بعضها الآخر عميق جداً، ألا وهي السنوات والأرواح التي ضاعت وفقدت للأبد.

 

 

علق هنا