رؤية استشرافية لخارطة الأحزاب السياسية العراقية: من سيبقى بعد الانتخابات المبكرة حياً، ومن سيختفي، وهل هناك مفاجأة ستأتي من خلف الصورة ؟

بغداد- العراق اليوم:

كتب المحرر السياسي في (العراق اليوم) :

مع اعلان مجلس النواب العراقي عن قراره القاضي بحل نفسه في السابع من اكتوبر / تشرين الأول المقبل، وتأكيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمرات عدة على المضي قدماً بتنظيم هذا الاستحقاق الوطني، يكون العراق قد دخل في مرحلة التحضير النهائي لإجراء اول انتخابات تشريعية مبكرة منذ 2003، حيث سيكون المجلس النيابي بدورته الرابعة، أول مجلس منتخب يضطر الى حل نفسه تحت عسف ازمة سياسية خانقة وصلتها البلاد، ليلتحق بحكومة عادل عبد المهدي المستقيلة والتي اطاح بها عصف الاحتجاج الشعبي الواسع وغير المسبوق.

وضمن سلسلة تقارير متواصلة ينشرها

العراق اليوم) تباعاً، سنكون مع القارئ الكريم عبر تغطية شاملة وواسعة لكل زوايا المشهد السياسي والانتخابي، وسنفرد تغطيات نوعية لهذا الاستحقاق الذي من المؤمل ان يشكل منعطفاً نوعياً في مسيرة عراق ما بعد تشرين.

في هذا التقرير نستشرف رؤى القوى السياسية الفاعلة في المشهد ودورها في العمل على تنظيم هذا الاستحقاق مع الاشارة الى أن " بعض القراءات الاستشرافية تؤكد ان قوى فاعلة ومتسيدة حالياً قد تغادر المشهد برمته، فيما ستسمح الانتخابات المبكرة بصعود قوى أخرى جديدة ربما تمارس العمل السياسي للمرة الأولى منذ التغيير.

الحكمة: لا تتوقع!

زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، يبدو اكثر واقعيةً من غيره، فيما يتعلق بمخرجات الانتخابات المبكرة، اذ رأى خلال مقابلة صحافية مع جريدة الاهرام المصرية، أن التغيير لن يكون شاملاً، ولكنه لا يضمن لأي  جهة ان تكتسح المشهد .

وقال الحكيم " إن الانتخابات المبكرة انتخابات مصيرية ستسهم في تعزيز مكانة القوى الفائزة لعقد او عقدين قادمين، وقناعتنا تمضي الى ان نتائج الانتخابات لن تُحدث متغيراً كبيراً في الواقع السياسي". متوقعاً أن "يكون هناك تقدم وتراجع طفيفان للقوى الحالية، ووجود لقوى تشرين المنبثقة من التظاهرات، لكن لايمكن لأي جهة أن تكتسح كل المشهد السياسي مهما كان تأثيرها ونشاطها الانتخابي، لذلك قلنا نحتاج إلى التحالف العابر للمكونات ليمثل معادلة النجاح".

الحزب الشيوعي: يدعو !

لكن الحزب الشيوعي العراقي، يبدو أنه يريد ان يغاير رؤية الحكيم، ويريد ان يجرب هذه المرة تحالفاً شاملاً للقوى التشرينية والمدنية، عبر نداء وجهه الى هذه القوى للالتئام والبدء بالتحضير لتحالف مشترك لخوض انتخابات تشرين المبكرة.

ودعا الحزب في بيان نشره وتابعه (العراق اليوم) الى التوحد من إجل العمل على انضاج رؤية المستقبل.

حزب الدعوة : يُشكك!

لكن، حزب الدعوة الاسلامية، لا يبدو متفائلاً بما يكفي في اجراء انتخابات نيابية مبكرة، حيث رأى على لسان أمينه العام، نوري المالكي، أن " الصعوبات لا تزال تعيق فكرة تنظيم انتخابات مبكرة.

وشدد  المالكي خلال لقاء جمعه مع السفير الفرنسي في العراق، برونو أوبير، مؤخراً، على أهمية «توفير البيئة المناسبة لممارسة الاستحقاق الانتخابي» مؤكداً وجود «شكوك في إجراء الانتخابات بموعدها المقرر، لصعوبة الاوضاع الأمنية والاشكاليات المتعلقة بقانون الانتخابات».

وأبدى «اعتراضه على رأي فرنسا بخصوص الإشراف على الانتخابات، فيما رحب بالرقابة الدولية والتعاون في إنجاح العملية الانتخابية، والتأكيد على ضرورة احترام إرادة العراق في قراره الوطني المستقل وحماية أمنه واستقراره».

سائرون: تحذر !

وازاء هذا التجاذب والتشكيك، وجد تحالف سائرون (اكبر تحالف نيابي يتبع رجل الدين مقتدى الصدر) نفسه مضطراً للتحذير من مغبة الدفع باتجاه تأجيل الانتخابات المبكرة.

وقال التحالف على لسان النائب عنه  “محمود الزجراوي” إنه: "لا توجد أي مخاوف سياسية أو برلمانية من تأجيل الانتخابات المبكرة مرة ثانية من قبل الحكومة العراقية".

و شّدد أنه: "على المفوضية إكمال كافة الاستعدادات الفنية، لإجراء الانتخابات وعدم ترك أي مبررات لأي تأجيل مهما كان هدفه". "واثقون من تعهدات الحكومة بإجراء الانتخابات المبكرة في موعدها، خصوصاً أن هذا الأمر مدعوم من القوى السياسية"، أضاف الزجراويً في تصريح صحفي له نهار اليوم الأحد. فيما استدرك بالإشارة إلى أن: "مَن يحاول تأجيل الانتخابات مِن جديد، سيخسر جمهوره، فلا مبرر ولا حجج بعد الآن لتأجيل هذه الانتخابات مرّة ثانية"، على حد تعبيره.

دعم الماني!

في سياق الدعم الدولي الذي تحشده حكومة الكاظمي لاجراء تنظيم انتخابات تشرين المقبل، أعلنت السفارة الألمانية في العراق، مساهمتها بأكثر من 7 مليون دولار أمريكي لدعم الانتخابات العراقية المقبلة. وذكرت السفارة، أن، "ألمانيا تساهم بمبلغ 7.25 مليون دولار أمريكي لدعم مستشاري الانتخابات التابعين للأمم المتحدة، حيث تستعد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإجراء انتخابات مبكرة في يونيو 2021". وعلق السفير أوله ديل على هذه المساهمة قائلا: إن ضمان انتخابات شفافة وشاملة أمر أساسي لزيادة المشاركة الديمقراطية ولزيادة مصداقية مؤسسات الدولة.

علق هنا