لماذا نعى الكاظمي بنفسه القاضي محمد العريبي ؟

بغداد- العراق اليوم:

أنهى وباء كورونا المنتشر حول العالم، حياة القاضي محمد العريبي، المنحدر من محافظة ميسان جنوب العراق، والقاض الذي تولى محاكمة صدام ورموز نظامه البائد، والذي يعد من المع قُضاة المحكمة الجنائية العراقية، التي تولت محاكمة رؤوس النظام البعثي الاجرامي.

سريعاً، توالت برقيات النعي للعريبي، حيث أصدر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بياناً نعى فيه العريبي، مؤكداً أن" الحكومة بذلت جهداً في سبيل تخفيف اصابة الراحل، لكن يد القدر كانت اطول وامضى".

وجاء في بيان الكاظمي، "بكل حزن والم، نعزّي الشعب العراقي الكريم، برحيل القاضي الفاضل الاستاذ محمد عريبي الذي غادرنا الى دار البقاء متأثراً بمضاعفات الاصابة بفايروس كورونا".

وتابع: "كما نتقدم ببالغ العزاء الى ذوي القاضي الراحل ومُحبيّه وعائلته الكريمة. لقد كرس الراحل حياته في سبيل وطنه، وفي سبيل القانون وإحقاق الحق وخدمة العدالة، وإنصاف الشعب العراقي من جلّاديه".

وأضاف الكاظمي، قائلا: "بالرغم من المتابعة الحثيثة التي أولتها الكوادر الصحية، وبتوجيه مباشر منا، لمتابعة حالة القاضي الراحل، إلّا أن يد المنايا كانت أسرع، ولا رادّ لقضاء الله سبحانه"

وقطعاً فإن نعي الرئيس الكاظمي للقاضي العريبي، قد جاء لأسباب عدة، من أبرزها دوره في ( إنصاف الشعب العراقي من جلاديه )!

والراحل العريبي، دخل كلية القانون جامعة بغداد عام 1987. وتخرج منها عام 1992، في 3 أكتوبر عام 1992 مارس مهنة المحاماة وفي 14 سبتمبر عام 1998 دخل المعهد القضائي وتخرج مع الدورة الثالثة والعشرين وفي 23 سبتمبر عام 2000 تَعينَ قاضياً بمرسوم جمهوري.

وعين عريبي قاضي تحقيق في المحكمة الجنائية العراقية العليا ضمن محاكمة صدام حسين، ومسؤولين في نظامه في 1 أغسطس 2004.

وترأس القاضي العراقي الهيئة الثانية من المحكمة الجنائية العراقية العليا عام 2006 والتي نظرت في قضية الأنفال، وقمع الانتفاضة الشعبانية، وقصف حلبجة.

وعملية الأنفال التي أطلقها صدام حسين، ضد الأكراد في عام 1998 في إقليم كردستان، شمالي العراق، أودت بحياة آلاف الأشخاص، حسب تقديرات.

وحل عريبي، محل القاضي عبد الله العامري الذي أقيل وسط اتهامات بأنه كان لينا للغاية مع صدام أثناء المحاكمة.

كما تحمل القاضي العراقي عددا قليلاً جدا من المقاطعات من صدام والمتهمين الآخرين خلال المحاكمة - حتى أنه طرد الزعيم العراقي المخلوع من قاعة المحكمة عدة مرات وسط تبادل كلمات ناري بينهما.

وفي إحدى الجلسات، أمر باحتجاز صدام في الحبس الانفرادي لعدة أيام.

هذا وأصدر مجلس القضاء الاعلى بيانًا نعى فيه العريبي، جاء فيه " يعزي مجلس القضاء الأعلى الأسرة القضائية وعائلة القاضي المتقاعد محمد عريبي الذي وافاه الاجل لاصابته بوباء كورونا ويود مجلس القضاء الأعلى ان يؤكد ان القاضي الشجاع محمد عريبي كان من أبرز القضاة اللذين يتحلون بكافة الصفات الايجابية للقاضي المثالي وابرزها شجاعته في التصدي لمحاكمة رموز النظام الدكتاتوري السابق لذا سوف يبقى خالدآ في نفوس العراقيين بشكل عام والقضاة بشكل خاص".

علق هنا